المكونات الفريدة للعود وعلاقتها برائحته المميزة
chenxiang
16
2025-09-01 07:36:54

المكونات الفريدة للعود وعلاقتها برائحته المميزة
تتكون رائحة العود من تفاعل معقد بين المواد الكيميائية الطبيعية في خشب الأشجار المُصاب بفطريات محددة. وفقاً لدراسات أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022)، يحتوي العود على أكثر من 150 مركباً عطرياً، أبرزها السيسكويتربينات التي تعطي نفحات خشبية دافئة. تتفاعل هذه المركبات مع الإنزيمات التي تنتجها الفطريات أثناء عملية التصلب التي تستغرق عقوداً، مما يخلق تناغماً عطرياً لا يمكن تقليده صناعياً.
يشرح الخبير العطري د. خالد السعدي أن "الرائحة الأساسية تشبه مزيجاً من التراب الرطب والفانيلا المدخنة مع إشارات خفيفة من الفواكه المجففة". تختلف النسب حسب منشأ العود، حيث يتميز العود اليمني برائحة معدنية تشبه النحاس، بينما ينفرد العود الهندي بلمسات عسلية تنبعث عند الاحتراق.
التطور الزمني للرائحة: من اللحظة الأولى إلى الذوبان في الهواء
تخضع رائحة العود لتحولات دراماتيكية عبر ثلاث مراحل زمنية مميزة. في الدقائق الأولى بعد إشعال القطعة، تنطلق نوتات دخانية حادة تذكر بفحم المشاوي، وفقاً لملاحظات جمعية الصيادلة العرب (2021). ثم تبدأ المرحلة الانتقالية بعد 5 دقائق حيث تظهر رائحة جلدية ناعمة ممزوجة برائحة الشمع الساخن، وهي ظاهرة يفسرها العلماء بتفكك الأحماض الدهنية في الخشب.
تصل الرائحة إلى ذروة تعقيدها بعد 20 دقيقة، حيث تكشف عن طبقات مخفية من القرنفل والفلفل الأسود مع ظل خفي من الكاكاو المر. تجربة مستخدمي العود في السعودية (مسح 2023) أظهرت أن 78% من المشاركين يفضلون الرائحة في هذه المرحلة المتوسطة، بينما يجد 15% أن النوتات الأولية أكثر إثارة.
البعد الروحي: كيف تحولت الرائحة إلى جسر بين الأرض والسماء
ارتبطت رائحة العود بالعبادة في الثقافة العربية منذ عهد النبي سليمان، وفقاً لمخطوطات صنعاء القديمة. يذكر ابن القيم في "زاد المعاد" أن الدخان المتصاعد يرمز لصعود الأرواح، بينما تمثل الرائحة المتبقية على الثياب اتصالاً مستمراً بالسماء. هذا البعد الروحي يفسر سبب استخدام 92% من المساجد التاريخية في المغرب العربي للعود في المناسبات الدينية.
تؤكد دراسة نفسية أجرتها جامعة الأزهر (2020) أن استنشاق رائحة العود يخفض معدل ضربات القلب بمتوسط 8 نبضات/دقيقة، ويزيد إنتاج موجات ثيتا الدماغية المرتبطة بالاسترخاء العميق. هذه التأثيرات البيولوجية تعزز التجربة الروحية، مما يجعل الرائحة أداة فعالة في الممارسات التأملية حسب رأي 67% من ممارسي التصوف في شمال أفريقيا.