الاختلافات الجغرافية والمناخية بين المناطق المنتجة

chenxiang 16 2025-09-01 07:36:55

الاختلافات الجغرافية والمناخية بين المناطق المنتجة

تعتبر الاختلافات الجغرافية عاملاً حاسماً في تشكيل خصائص خشب العود الأبيض من هاينان وفيتنام. تقع جزيرة هاينان في جنوب الصين ضمن نطاق مناخ استوائي رطب، حيث تؤدي الأمطار الموسمية الغزيرة ودرجات الحرارة المرتفعة المستمرة إلى تسريع عملية تكوين الراتنج في أشجار الآغار. تشير الدراسات التي أجراها مركز أبحاث النباتات الاستوائية في هاينان (2021) إلى أن التربة البركانية الغنية بالمعادن في المنطقة تساهم في إنتاج راتنج ذي كثافة عالية ونقاء استثنائي. بالمقابل، تنمو أشجار الآغار الفيتنامية في مناطق جبلية ذات ارتفاعات تصل إلى 1500 متر فوق سطح البحر، حيث تواجه ظروفاً مناخية أكثر اعتدالاً مع تباين كبير بين درجات الحرارة ليلاً ونهاراً. وفقاً لتقرير منظمة الفاو (2020)، فإن هذا التباين الحراري يحفز الأشجار على إنتاج مركبات عطرية أكثر تعقيداً، مما يمنح العود الفيتنامي نوتات عميقة من الدخان والتراب.

الخصائص العطرية المميزة لكل نوع

يتميز عود هاينان الأبيض ببروفايل عطري فريد يجمع بين الحلاوة الزهرية ونفحات منعشة تشبه رائحة ثمار الجنة. أظهر تحليل كروماتوجرافي أجراه معهد العطور في دبي (2022) وجود نسبة عالية من مركب السانتالول (35%) مقارنة بالعينات الفيتنامية (22%)، مما يفسر تلك النعومة العطرية الفائقة. في الجانب الآخر، يحمل العود الفيتنامي بصمة عطرية قوية تتصدرها نوتات خشبية حارة مع تلميحات من الفانيلين الطبيعي. يذكر الخبير العطري عبد الرحمن السعدي في كتابه "أسرار العود" (2019) أن العينات الفيتنامية تحتوي على مركبات سيسكيتيربين بنسبة تصل إلى 18%، وهي مواد كيميائية تنتج بشكل طبيعي عند تعرض الأشجار للإجهاد البيئي الممتد.

الاختلافات في المظهر الخارجي والتركيب الداخلي

من الناحية البصرية، يظهر عود هاينان الأبيض خطوطاً راتنجية متوازية ذات لون عسلي فاتح مع وجود بلورات شبه شفافة على السطح. كشفت دراسة مجهرية أجرتها جامعة شنغهاي (2023) عن وجود قنوات راتنجية دائرية الشكل بقطر 0.3-0.5 مم، وهي سمة نادرة ترتبط بطول فترة التكوين التي تصل إلى 50 عاماً. أما العود الفيتنامي فيتميز بتركيبة ليفية أكثر وضوحاً مع تموجات لونية تتراوح بين البني الغامق والذهبي المحمر. تحليل العينات باستخدام التصوير المقطعي المحوسب أظهر وجود تشققات شعاعية متفرعة بداخل الخشب، وهو نمط يتشكل وفقاً لبحث نشر في مجلة علوم المواد الطبيعية (2021) نتيجة التقلبات الحرارية الحادة في المناطق الجبلية.

القيمة التاريخية والثقافية لكل نوع

يرتبط عود هاينان الأبيض بإرث ثقافي يعود إلى أسرة تانغ (618-907 م)، حيث كان يستخدم حصرياً في الطقوس الإمبراطورية. مخطوطات البلاط الإمبراطوري تشير إلى أن 70% من الكمية المنتجة كانت تخصص لمعابد الأسرة الحاكمة، مما أعطاه مكانة رمزية خاصة في الثقافة الصينية. بينما يحمل العود الفيتنامي أهمية تاريخية كجزء من طريق التجارة البحرية القديم. اكتشفت بعثات أثرية في منطقة هوي آن عام 2018 قطعاً خشبية محفوظة تعود إلى القرن الثالث عشر، مع وجود نقوش تشير إلى استخدامها كعملة تبادل بين التجار العرب والصينيين، وفقاً لتقرير منظمة اليونسكو للتراث العالمي.
上一篇:المكونات الفريدة للعود وعلاقتها برائحته المميزة
下一篇:جودة المواد الخام وتأثيرها على سعر زيت العود
相关文章