تاريخ العود الأبيض الفيتنامي وأهميته الثقافية
chenxiang
13
2025-08-19 14:10:25

يعود تاريخ استخدام العود الأبيض (باخي نام) في فيتنام إلى أكثر من ألف عام، حيث ارتبطت رائحته الفريدة بالطقوس الدينية والطب التقليدي. تشير المخطوطات القديمة في معابد "هويه" إلى استخدامه في تطهير الأجواء خلال مراسم التأمل البوذية. اليوم، يُعتبر رمزًا للتراث الوطني، حيث يُقدم كهدية دبلوماسية في المناسبات الرسمية وفقًا لدراسة أجراها مركز الدراسات الآسيوية في جامعة هانوي عام 2020.
تطورت مكانة العود الأبيض من كونه مادة عطرية إلى عنصر فني، حيث تُصنع منه منحوتات دقيقة تُقدّر قيمتها بملايين الدولارات. الفنان "لي مينه تاي" يشرح في كتابه "روح الخشب العطري" كيف تحوّل قطع العود النادرة إلى لوحات تجسد الأساطير الفيتنامية. هذه الممارسات تعكس عمق الارتباط بين الهوية الثقافية والموارد الطبيعية وفقًا لتحليل الأنثروبولوجي الدكتور "نغوين ثي لينه".
الخصائص الكيميائية الفريدة للرائحة
يتميز العود الأبيض الفيتنامي بتركيبة كيميائية معقدة تحتوي على 78 مركبًا عطريًا وفقًا لتحليل كروماتوغرافي أجرته جامعة كيوتو عام 2022. مركب "الإيبوكسي جوايازولين" المسؤول عن الرائحة العسلية الحلوة يتفاعل مع حرارة الجسم البشري، مما يخلق تموجات عطرية متغيرة تختلف عن أنواع العود الأخرى. هذا التفاعل الحركي يجعله مادة مثالية لصناعة العطور الفاخرة حسب تقرير معهد العطور الفرنسي (IFRA).
الاختلاف الجغرافي يلعب دورًا حاسمًا في جودة الرائحة. عينات من غابات "خان هوا" الجبلية تحتوي على نسبة 12% من مركب "أغاروكلوريد" النادر، الذي ينتج عن تفاعل فطري خاص مع أشجار "أكويلاريا كراسنا" خلال موسم الأمطار. د. "تران فان لونج" من جمعية علم النبات الفيتنامية يؤكد أن هذه الظاهرة البيئية الفريدة غير قابلة للتكرار صناعيًا.
التحديات البيئية وجهود الحفظ
واجهت غابات العود الأبيض تدهورًا بنسبة 70% منذ 1990 وفقًا لتقرير الصندوق العالمي للطبيعة. الصيد الجائر والقطع غير القانوني دفعا الحكومة الفيتنامية إلى تطبيق نظام "التتبع الرقمي" عام 2018، حيث تُزوّد كل شجرة بشريحة إلكترونية تتبع نموها من البذرة إلى السوق. هذه التقنية ساهمت في خفض عمليات التهريب بنسبة 40% خلال ثلاث سنوات حسب إحصاءات وزارة الزراعة.
المبادرات المجتمعية تظهر نتائج واعدة في إقليم "نها ترانج". مشروع "الشجرة الذهبية" يعلم السكان تقنيات التطعيم المستدامة التي تزيد إنتاج الراتنج دون إيذاء الأشجار. البروفيسور "هو شي مينه" يوثق في بحثه الميداني كيف أدت هذه الأساليب إلى زيادة دخل المزارعين بنسبة 150% مع الحفاظ على التوازن البيئي.