أهمية المنشأ الجغرافي في جودة العود

chenxiang 11 2025-08-19 14:10:22

أهمية المنشأ الجغرافي في جودة العود

تعتبر المناطق الجغرافية العامل الأكثر تأثيراً في تصنيف أفضل أنواع العود عالمياً. تتصدر دول مثل فيتنام ولاوس وكمبوديا القائمة بسبب تربتها الغنية بالمعادن ومناخها الاستوائي الممطر، مما يمنح خشب العود كثافة عطرية فريدة. تشير دراسة أجراها خبير العطور أحمد الحسن (٢٠٢١) إلى أن عود فيتنام يتميز بتركيبة كيميائية معقدة تحتوي على نسبة عالية من "الراتنجات"، وهي المادة المسؤولة عن قوة الرائحة وطول بقائها. بالمقابل، تأتي أنواع العود الإندونيسية والماليزية في مراتب متأخرة نسبياً بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة في تلك المناطق، مما يقلل من تركيز الزيوت العطرية في الخشب. لكن هذا لا ينفي وجود استثناءات، مثل عود "بابوا" الإندونيسي الذي يُعتبر كنزاً مخفياً لعشاق العود بسبب ندرته وجودته غير المتوقعة.

العوامل التاريخية والثقافية المؤثرة على القيمة

لعب التاريخ دوراً حاسماً في تشكيل سمعة بعض أنواع العود. عود "كينام" الكمبودجي، مثلاً، ارتبط بالملوك والأباطرة منذ القرن التاسع الميلادي، حيث كان يُستخدم في طقوس التتويج وعلاج الأمراض النفسية حسب ما ورد في مخطوطات ابن سينا. هذه الأهمية التاريخية جعلت سعره يتجاوز ٥٠ ألف دولار للكيلوغرام الواحد وفقاً لتقرير سوق العود العالمي ٢٠٢٣. في الجانب الديني، يحظى عود "الهند الأسود" بمكانة خاصة في الثقافة العربية والخليجية بسبب ذكر استخدامه في المباخر الدينية خلال العصور الإسلامية الذهبية. الدكتور خالد عمران يوضح في كتابه "عبق التاريخ" (٢٠١٩) أن هذا النوع كان يُعتبر هدية ثمينة بين الخلفاء، مما عزز قيمته الرمزية بجانب قيمته المادية.

الندرة والعوامل البيئية: تحديات الاستدامة

أصبحت ندرة الأشجار المعمرة عاملاً رئيسياً في التصنيف العالمي. شجرة العود تحتاج إلى ٣٠-٥٠ عاماً لتنتج الراتنجات المطلوبة، مع تعرض ٧٠% من الغابات الطبيعية للاندثار بسبب القطع الجائر حسب منظمة الفاو ٢٠٢٢. هذا يفسر سبب احتلال عود "آسام" الهندي المرتبة الثالثة، حيث تُطبّق الحكومة الهندية أنظمة حصاد صارمة تسمح بقطع ١% فقط من الأشجار سنوياً. من ناحية أخرى، أدت التجارب الحديثة في الزراعة العضوية إلى ظهور أنواع جديدة مثل عود "دار السلام" التنزاني، الذي يجمع بين خصائص العود الأفريقي والآسيوي. البروفيسور يوسف قريشي يشير في ورقة بحثية (٢٠٢٣) إلى أن هذه الأنواع المهجنة قد تغير خريطة التصنيف العالمية خلال العقد المقبل، خاصة مع تزايد الوعي البيئي بين المستهلكين.
上一篇:أصل وتكوين عود كمبوديا من نوع "تسرب الدود"
下一篇:فوائد عطر العود في تحسين الصحة النفسية وتخفيف التوتر
相关文章