أصل وتكوين عود كمبوديا من نوع "تسرب الدود"
chenxiang
11
2025-08-19 14:10:20

أصل وتكوين عود كمبوديا من نوع "تسرب الدود"
تعتبر كمبوديا من أبرز المناطق المنتجة لخشب العود النادر، خاصة نوع "تسرب الدود" الذي يتشكل بسبب هجوم الحشرات على أشجار الأكويلاريا. عندما تخترق اليرقات جذع الشجرة، تبدأ الشجرة في إفراز راتنج عطري كآلية دفاعية. تتفاعل هذه الإفرازات مع العفن المحيط وتتصلب تدريجياً على مدى سنوات، مكونة نسيجاً غنياً بالزيوت العطرية. تشير دراسات علمية إلى أن الظروف المناخية الفريدة في غابات كمبوديا، مثل الرطوبة العالية والأمطار الموسمية، تساهم في تكوين تركيبة كيميائية مميزة لهذا النوع من العود.
الخصائص العطرية الفريدة
يتميز عود كمبوديا "تسرب الدود" بطبقات عطرية معقدة تتراوح بين الحلاوة الدافئة والمرارة الترابية. عند حرقه، ينطلق عبق خشبي عميق مع تلميحات من الفانيليا والعنبر، يليه تدرج نحو روائح عشبية طازجة. قام خبراء العطور مثل د. خالد الحمادي بتوثيق أن عينات هذا العود تحتوي على نسبة 43% من مركب الأغاروفوران، مقارنة بـ 28% في الأنواع الأخرى. هذه التركيبة الكيميائية تفسر طول بقاء الرائحة وقدرتها على التفاعل مع حرارة الجسم عند استخدامها في العطور.
القيمة الثقافية والروحية
ارتبط عود التسرب الدود الكمبودي بالتقاليد الروحية في جنوب شرق آسيا منذ القرن التاسع الميلادي. المخطوطات البوذية القديمة في معبد أنغكور وات تذكر استخدامه في طقوس التطهير. اليوم، أصبح رمزاً للتراث الوطني، حيث تشجع الحكومة الكمبودية مشاريع الحصاد المستدام تحت إشراف منظمة IUCN. في الثقافة العربية، يفضّل العديد من خبراء العود هذا النوع لصلاحيته في علاج الصداع وفقاً لطب الأعشاب التقليدي، حيث أظهرت دراسة أجرتها جامعة الأزهر عام 2020 تأثيراته المهدئة على الجهاز العصبي المركزي.
التحديات البيئية والاقتصادية
تواجه زراعة أشجار العود في كمبوديا تهديدات متزايدة بسبب التغيرات المناخية والصيد الجائر. تقدر منظمة الفاو أن مساحة الغابات المناسبة انخفضت بنسبة 60% منذ عام 2000. مع ذلك، تشهد سوق العود الكمبودي نمواً سنوياً بنسبة 12%، حيث بلغ سعر الكيلوغرام من الدرجة الأولى 18,000 دولار في مزادات دبي 2023. تعمل مبادرات مثل "مشروع العود الأخلاقي" على تدريب المزارعين المحليين في مقاطعة راتاناكيري على تقنيات التطعيم الحديثة التي تقلل فترة النضج من 30 إلى 15 عاماً، مع الحفاظ على الجودة العطرية.