أهمية المنشأ الجغرافي في تحديد جودة العود
chenxiang
12
2025-08-19 14:10:12

أهمية المنشأ الجغرافي في تحديد جودة العود
تعتبر المناطق الجغرافية العامل الحاسم في تصنيف أفضل أنواع العود عالميًا، حيث تؤثر التربة والمناخ بشكل مباشر على تركيز الزيوت العطرية. تحتل دول مثل فيتنام ولاوس وإندونيسيا المراكز الأولى بسبب الغابات الاستوائية المطيرة التي توفر الظروف المثلى لشجر الأكويلاريا. تشير دراسة أجراها مركز الأبحاث العطرية في دبي (2022) إلى أن عود "كينام" الفيتنامي يحتوي على 40% أكثر من المركبات العطرية مقارنة بالأنواع الأخرى.
كما تلعب التقاليد المحلية دورًا في تحسين الجودة، فمزارعو منطقة "هوآنه" الفيتنامية يستخدمون تقنيات تقطيع ورثوها عن أجدادهم منذ قرون. بينما تفقد بعض المناطق مثل كمبوديا مواقعها بسبب الإفراط في الاستخراج، مما يقلل من تركيز الزيوت في الأشجار الحديثة وفقًا لتقرير منظمة الحفاظ على العود (2023).
التركيب الكيميائي والفروق العطرية
تحتوي أفضل أنواع العود على مزيج فريد من "السيجيلا" و"الجوائول" الكيميائي، الذي ينتج عند إصابة الشجرة بالعدوى الفطرية. تحليل كروماتوغرافي أجراه البروفيسور عمر الزهراني (2021) أظهر أن عود "ماليندينغ" الإندونيسي يحتوي على 18 مركبًا عطريًا نادرًا غير موجود في الأنواع الأخرى.
تختلف النوتات العطرية حسب المنطقة: عود الهند يتميز بعمق خشبي مع لمسات عسلية، بينما يتميز العود الماليزي بنوتات زهرية أكثر حلاوة. تجارب معملية في جامعة الملك عبدالعزيز أثبتت أن العود القادم من غابات بورنيو يحتوي على نسبة 22% من مادة "أغاروود" مقارنة بـ15% في الأنواع الأفريقية.
العوامل التاريخية والثقافية المؤثرة على القيمة
تحمل بعض أنواع العود قيمة رمزية متجذرة في التاريخ الإسلامي، حيث كان العود اليمني يستخدم في تطييب الكعبة المشرفة منذ القرن التاسع الهجري. مخطوطة "تحفة الأريب" للجاحظ تذكر أن سلاطين عمان كانوا يخصصون 20% من واردات الدولة لشراء عود "أسو" الصومالي.
في العصر الحديث، أصبح العود الكمبودي رمزًا للرفاهية بعد أن بدأت ماركات مثل "عطر الفجر" باستخدامه في منتجاتها الفاخرة عام 2018. تقرير صادر عن مجلس التعاون الخليجي (2023) يشير إلى أن 70% من مشتريات العود من فئة "الخاصة" تتركز على الأنواع المذكورة في الشعر العربي القديم.
معايير التقييم الحديثة والتحديات البيئية
أدخلت منظمة "إنترناشيونال أوود" عام 2020 نظام تصنيف خماسي النقاط يعتمد على الكثافة واللون والرائحة وطول الاحتفاظ بالعطر. العود الفلبيني الحاصل على تصنيف "5 نجوم" حقق مبيعات بقيمة 8 مليون دولار في مزاد دبي 2022، وفقًا لسجلات دار "كريستي" للمزادات.
تواجه الصناعة تحديات بيئية جسيمة، حيث تحتاج شجرة الأكويلاريا إلى 25-30 عامًا لإنتاج عود عالي الجودة. حملات إعادة التشجير في تايلاند نجحت في زيادة المساحات المزروعة بنسبة 12% خلال 2023، لكنها ما زالت غير كافية وفقًا لتقرير الصندوق العالمي للطبيعة.