تزوير زيت العود: استخدام المواد الخام الرديئة

chenxiang 3 2025-09-09 13:58:46

تزوير زيت العود: استخدام المواد الخام الرديئة

تعتبر عملية استبدال أخشاب العود الطبيعية بمواد نباتية رخيصة مثل خشب المانغروف أو الأخشاب المعالجة كيميائيًا من أكثر الممارسات انتشارًا في سوق الزيوت العطرية المزورة. وفقًا لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي عام 2022، فإن 40% من العينات المشتبه بها تحتوي على ألياف لا تتوافق مع خصائص خشب العود الأصلي. يتم تعزيز الرائحة عبر إضافة خلاصات صناعية تشبه رائحة العود، مما يخدع المستهلك غير الخبير. تستخدم بعض المصانع غير المرخصة تقنيات التسخين السريع لتحفيز إفراز الزيت من الأخشاب الرديئة، مما يؤدي إلى إنتاج سائل ذو قوام لزج دون التركيبة الكيميائية المعقدة التي يتميز بها الزيت الأصلي. خبراء مثل د. خالد السعيدي من جامعة الملك عبدالعزيز يشيرون إلى أن غياب "العنصر الزمني" في عملية التصنيع يُفقد الزيت خصائصه العلاجية المتمثلة في مكونات مثل السيسكويتربين.

التلاعب بالتركيبة الكيميائية عبر الإضافات الصناعية

تلجأ ورش التزوير إلى خلط الزيت الطبيعي مع مواد كيميائية رخيصة مثل الفثالات والبارابين لتكثيف الرائحة وزيادة العمر الافتراضي. تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية عام 2023 يحذر من أن هذه المواد تسبب تهيج الجلد واضطرابات هرمونية عند الاستخدام طويل الأمد. تحليل كروماتوجرافي أجرته مختبرات أوروبا يُظهر وجود قمم غير معروفة في 65% من العينات المزورة، تدل على مركبات لم تُذكر في البطاقات التعريفية. من الأساليب المبتكرة في التزييف استخدام تقنية "إعادة التركيب الجزيئي" حيث يتم محاكاة البصمة الكيميائية للزيت الأصلي عبر مركبات صناعية. إلا أن البروفيسور عمر الفاروقي من جامعة القاهرة يؤكد أن هذه المحاولات تفشل في تقليد التفاعل التآزري بين أكثر من 150 مركبًا طبيعيًا موجودًا في العود الأصلي.

تخفيف التركيز عبر مزج الزيوت الأساسية

تشير بيانات جمعية حماية المستهلك الخليجية إلى أن 30% من المنتجات المسحوبة من الأسواق تحتوي على أقل من 5% من زيت العود الخالص، حيث يتم استبدال النسبة المتبقية بزيوت نباتية رخيصة مثل زيت جوز الهند أو زيت النخيل. هذه الممارسة لا تقلل من الفوائد العلاجية فحسب، بل تغير الخصائص الحسية للزيت، حيث يُلاحظ انخفاض في مدة ثبات الرائحة على الجلد بنسبة 70% وفق اختبارات معهد العطور الفرنسي. تستخدم بعض العلامات التجارية المزورة مصطلحات مضللة مثل "خلاصة مطلقة" أو "تركيز فاخر" بينما تحتوي العبوات على زيوت مُخففة بمذيبات صناعية. د. ليلى المرزوقي، خبيرة الكيمياء العضوية، توضح أن التخفيف يُدمر التركيب الجزيئي للزيت الأصلي، حيث تفقد الجزيئات الثقيلة مثل الأغاروفوران قدرتها على التفاعل مع مستقبلات الشم.

تزوير الشهادات وخداع المنشأ الجغرافي

أصبح تزوير شهادات التتبع الجغرافي (GIS) أداة رئيسية في غسل منتجات العود المزورة. تقارير الإنتربول تشير إلى ضبط 12 ألف وثيقة مزورة في موانئ الخليج خلال 2023، تُثبت منشأً وهميًا لمنتجات مصنوعة في مختبرات غير مرخصة. تُستخدم تقنيات الطباعة المتطورة لنسخ شعارات العلامات التجارية المرموقة، مع تغيير تفاصيل صغيرة مثل أرقام الدفعات أو تواريخ الإنتاج. تستغل بعض الجهات السمعة التاريخية لمناطق مثل آسام الهندية أو كمبوديا، حيث تُسوق الزيوت المقلدة على أنها من "غابات العود القديمة". خبير الاقتصاد الإسلامي د. ناصر الحميدي يحذر من أن هذه الممارسات لا تُهدد الصحة العامة فحسب، بل تُدمر النظام البيئي عبر تشجيع قطع الأشجار غير القانوني لإنشاء وثائق منشأ مزورة.
上一篇:تأثير زيت العود في تخفيف التوتر وتحسين النوم
下一篇:الخصائص العطرية: السنديان والعود وأنماط الشخصية النسائية
相关文章