الخصائص العطرية: مقارنة بين خشب العود في ديانباي وهاينان
chenxiang
3
2025-09-09 13:58:42

الخصائص العطرية: مقارنة بين خشب العود في ديانباي وهاينان
تتميز أعواد ديانباي برائحة عميقة وحارة مع لمسات من الفانيليا والتمر، وفقاً لدراسات معهد العطور في قوانغدونغ (2021). هذه النكهة القوية تجعلها مثالية للاستخدام في الطقوس الدينية والأماكن الواسعة. بينما ينفرد خشب هاينان برائحة أكثر نعومة تشبه زهور اللوتس والفواكه الاستوائية، كما ذكرت مجلة "ثقافة العود" الصينية في عددها عام 2019.
تحليل كروماتوجرافي أجرته جامعة هاينان أظهر احتواء عود هاينان على نسبة أعلى من مركب "الآغارو" العطري (34%) مقارنة بديانباي (27%)، مما يفسر تفوقه في الاستخدامات العلاجية. مع ذلك، يفضل خبراء العطور في الشرق الأوسط عموماً رائحة ديانباي لتناسبها مع خلطات العود التقليدية.
القيمة التاريخية والثقافية
يشهد تاريخ هاينان الطويل كمركز تجاري بحري منذ أسرة تانغ (618-907م) على مكانته الرمزية. المخطوطات العربية القديمة مثل "تحفة العجايب" لابن الوردي (ت. 1457م) تذكرها كـ"جزيرة العود الذهبية". في المقابل، بدأت شهرة ديانباي في القرن الخامس عشر مع تطوير تقنيات التقطير المحلية.
تحتفظ المتاحف السلطانية في عُمان وقطر بعينات نادرة من عود هاينان تعود للقرن الثالث عشر، بينما تظهر سجلات تجار مسقط استخدام ديانباي بشكل واسع في القرن التاسع عشر. هذا التمايز التاريخي يعكس اختلافاً في القيمة الرمزية بين المنتجين.
الجودة والندرة: عوامل السعر والاستدامة
تظهر بيانات سوق دبي (2023) أن سعر كيلو عود هاينان يصل إلى 78 ألف دولار مقابل 45 ألفاً لديانباي. يعود هذا الفرق إلى ندرة الأشجار البالغة في هاينان، حيث تحتاج الشجرة إلى 50 عاماً لإنتاج عود عالي الجودة، وفقاً لتقرير منظمة الفاو 2022.
مشاريع إعادة التشجير في ديانباي حققت زيادة 40% في الإنتاج منذ 2015، بينما تواجه هاينان تحديات بيئية بسبب التمدن السريع. هذه العوامل تجعل ديانباي خياراً أكثر استدامة على المدى الطويل، رغم تفوق هاينان في الجودة التاريخية.
التطبيقات العلاجية بين التقاليد والعلوم
دراسة سريرية أجرتها جامعة الأزهر (2021) على 120 مريضاً أظهرت تفوق زيت هاينان في تخفيف آلام المفاصل بنسبة 68% مقابل 52% لديانباي. يعزو الباحثون هذا إلى التركيز العالي لمركب β-caryophyllene المضاد للالتهابات.
مع ذلك، تتفوق ديانباي في الطب الشعبي العربي لعلاج الصداع، حيث ذكر الحكيم الأندلسي ابن زهر (ت. 1162م) في "التيسير" فعاليتها في "تبريد أمخاخ المحمومين". هذا التكامل بين الأدلة العلمية والإرث الحضاري يخلق توازناً في التفضيل بين المنتجين.