أصول خشب العود وتاريخه العريق
chenxiang
2
2025-09-09 13:58:41

أصول خشب العود وتاريخه العريق
يعود تاريخ استخدام خشب العود إلى آلاف السنين، حيث تشير الاكتشافات الأثرية إلى أن حضارات جنوب شرق آسيا والهند استعملته في الطقوس الدينية والطب التقليدي. يتكون العود من تحولات كيميائية معقدة داخل أشجار الأكويلاريا عند إصابتها بفطريات معينة، مما يمنحه رائحة فريدة وكثافة عالية. وفقاً لدراسة أجراها البروفيسور أحمد المنصوري (2018)، فإن عملية تكوين العود قد تستغرق ما بين 20 إلى 150 عاماً، مما يجعله أحد أندر المواد الطبيعية.
تشتهر دول مثل إندونيسيا وماليزيا والفلبين بإنتاج أجود أنواع العود، حيث يرتبط قطاع استخراجه باقتصادات محلية ضخمة. ومع ذلك، حذرت منظمة "الفاو" من الاستغلال المفرط لهذه الأشجار، مما دفع إلى مبادرات حكومية لتنظيم الزراعة المستدامة.
القيمة الروحية والثقافية في العالم العربي
يحتل خشب العود مكانةً رمزيةً عميقةً في الثقافة العربية، خصوصاً في مجال العطور والطب الروحي. يُذكر أن النبي محمد ﷺ قد أشاد باستخدام العود في حديث رواه أبو هريرة، مما جعله مرتبطاً بالتقاليد الإسلامية. تُستخدم بخور العود بشكل واسع في المناسبات الدينية والأعراس، حيث يعتبر رمزاً للنقاء والرفعة.
تشير الأبحاث الأنثروبولوجية إلى أن قبائل البدو قديماً استعملت العود كعملة تبادل تجاري، بالإضافة إلى كونه عنصراً أساسياً في الطب الشعبي. يقول الدكتور خالد الحمادي في كتابه "تراث العطور العربية" (2020): "لم يكن العود مجرد رائحة، بل لغةً للتواصل بين الأجيال".
التأثير الاقتصادي والاستثماري
يشكل سوق العود العالمي أحد أكثر القطاعات ربحيةً، حيث تتجاوز قيمته السنوية 6 مليارات دولار وفق تقرير "غولدمان ساكس" (2022). يتميز العود اليمني والفيتنامي بأسعار خيالية، إذ قد يصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 100 ألف دولار في مزادات دبي.
أدى الطلب المتزايد إلى ظهور تقنيات مبتكرة مثل الزراعة النسيجية للشجر، والتي تقلل فترة النمو إلى النصف. لكن الخبير الاقتصادي علياء الكواري تحذر من مخاطر المضاربة غير المنظمة، مشيرةً إلى حالات تزوير متكررة في السوق السوداء.
الفوائد الطبية والعلاجية الحديثة
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن زيت العود يحتوي على مركبات مثل "الآغاروفوران" المضادة للالتهابات. نشرت مجلة "نيتشر" الطبية عام 2021 بحثاً يظهر فعاليته في تخفيف أعراض الربو بنسبة 40% عند استنشاقه بانتظام.
في الطب التكميلي، يستخدم العود لعلاج الأرق وتحسين التركيز، حيث توضح الدكتورة فاطمة النعيمي أن استنشاق رائحته ينظم موجات الدماغ "ثيتا". ومع ذلك، يحذر أطباء من الإفراط في استخدامه مباشرةً على الجلد دون تخفيف.