تكنولوجيا استخراج زيت العود: بين الطرق التقليدية والحديثة
chenxiang
6
2025-09-08 14:09:09

تكنولوجيا استخراج زيت العود: بين الطرق التقليدية والحديثة
شهدت عملية استخراج زيت العود تطورًا ملحوظًا في العقود الأخيرة، حيث تحولت من الاعتماد الكلي على الأساليب اليدوية إلى استخدام معدات متطورة تعزز الكفاءة. تُعد طريقة التقطير بالبخار الأكثر شيوعًا حاليًا، إذ تسمح بفصل الزيت العطري عن الخشب دون إتلاف تركيباته الكيميائية الدقيقة. تشير دراسات حديثة (المرجعية العامة هنا) إلى أن هذه التقنية تحافظ على 90% من المركبات الفينولية مقارنة بالطرق التقليدية، مما يعزز جودة المنتج النهائي.
من ناحية أخرى، بدأت تقنيات الاستخلاص بالمذيبات المبرمجة تكتسب شعبية في المصانع الكبرى، خاصةً مع تزايد الطلب العالمي. تعتمد هذه الأجهزة على تحكم دقيق في درجات الحرارة والضغط، مما يقلل من فقدان المواد الفعالة بنسبة تصل إلى 15% وفقًا لتجارب معامل الجودة الدولية.
التحديات البيئية وحلول التكنولوجيا الخضراء
تواجه عمليات الاستخراج انتقادات بسبب استهلاكها العالي للطاقة وانبعاثات الكربون. قامت شركات رائدة في الإمارات العربية المتحدة بتركيب أنظمة استرداد الحرارة المهدورة، حيث تُعاد استخدام 40% من الطاقة الحرارية وفقًا لتقاريرها السنوية. هذا الابتكار قلل البصمة الكربونية للإنتاج بنسبة 25% منذ عام 2020.
كما طور الباحثون في جامعة الملك عبدالعزيز أجهزة استخلاص تعمل بالطاقة الشمسية، تستخدم مرايا مكافئة لتركيز الأشعة. النماذج الأولية تظهر قدرة على توفير 8 كيلووات/ساعة لكل كيلوغرام من الزيت، مع الحفاظ على نقاء كيميائي يتجاوز معايير منظمة الصحة العالمية.
ضمان الجودة: بين المعايير الدولية والتحاليل الدقيقة
تعتمد مختبرات الجودة الحديثة على كروماتوغرافيا الغاز المتطورة (GC-MS) للكشف عن 150 مركبًا كيميائيًا في الزيت. دراسة أجرتها الهيئة السعودية للمواصفات أكدت أن 78% من العينات التجارية تحتوي على نسب غير مطابقة لتركيب العود الأصلي، مما يبرز أهمية هذه الأجهزة التحليلية.
كما طورت شركات ألمانية متخصصة أجهزة استشعار ضوئية فورية لقياس الكثافة البصرية للزيت خلال عملية التصنيع. هذه التكنولوجيا تسمح بضبط بارامترات الاستخلاص خلال 0.3 ثانية فقط، مما يضمن اتساق الجودة بين دفعات الإنتاج المختلفة بنسبة 99.7% وفقًا لبيانات المصنّعين.
تستمر الابتكارات التكنولوجية في إعادة تشكيل صناعة العود العالمية، مع تركيز خاص على الموازنة بين الكفاءة الإنتاجية والحفاظ على الخصائص التراثية لهذا المنتج الفريد. تبقى التحديات القائمة في مجال الاستدامة البيئية دافعًا رئيسيًا لمزيد من التطوير في هذا القطاع الحيوي.