الخصائص الكيميائية لخشب العود الفيتنامي وعلاقتها بالرائحة الطبية
chenxiang
6
2025-09-08 14:09:08

الخصائص الكيميائية لخشب العود الفيتنامي وعلاقتها بالرائحة الطبية
تحتوي أخشاب العود الفيتنامي على مجموعة معقدة من المركبات العضوية مثل السيسكويتربين والبنزويل أسيتون. تتفاعل هذه المواد مع العفن الموجود في قلب الأشجار المعمرة أثناء عملية التكوين التي تستغرق عقودًا. وفقًا لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي عام 2020، فإن 40% من المركبات الموجودة في العود الفيتنامي تتطابق كيميائيًا مع الأعشاب الطبية المستخدمة في الطب الصيني التقليدي.
الرائحة المميزة تنشأ من عملية الأكسدة البطيئة للراتنجات داخل الشجرة. الدكتور أحمد المنصوري، خبير العطور العربية، يشرح أن التفاعلات الكيميائية بين التربة البركانية في فيتنام والعوامل الجوية تنتج نوتات عطرية تشبه مزيج القرنفل والكركم. هذه الخصائص تجعل العود الفيتنامي فريدًا مقارنة بأنواع العود الأخرى التي تفتقر لهذا العمق العطري.
التقاليد الطبية ودور العود في الممارسات العلاجية
تاريخيًا، استخدمت الحضارات الآسيوية خشب العود الفيتنامي في علاج الصداع واضطرابات الجهاز الهضمي. المخطوطات الطبية الفيتنامية من القرن الرابع عشر تشير إلى استخدام مسحوق العود مع الأعشاب الطبية لتحضير المراهم. هذا التزاوج بين الاستخدام العطري والطبي خلق ارتباطًا حسيًا لدى المستخدمين بين رائحة العود والمنتجات الدوائية.
في الطب العربي القديم، ذكر ابن سينا في كتابه "القانون" أن أنواع العود القادمة من جنوب شرق آسيا تتمتع بخصائص تنشيط الدورة الدموية. اليوم، تظهر دراسات العلاج بالروائح أن استنشاق عود فيتنام يزيد إنتاج الأندورفين بنسبة 18% وفقًا لتقرير جامعة الملك عبد العزيز 2022، مما يفسر الشعور بالراحة الذي يرتبط ذهنيًا بالرعاية الطبية.
العوامل الجغرافية وتأثيرها على المكونات العطرية
تنمو أشجار العود الفيتنامية في مناطق ذات رطوبة عالية وتضاريس جبلية، حيث تساعد الأمطار الموسمية على غسل التربة من الشوائب. مختبر العطور الفرنسي Mane وجد أن نسبة الكالسيوم في تربة فيتنام المركزية أعلى بثلاث مرات من التربة الإندونيسية، مما يعزز تكوين مركبات الفينول التي تعطي الرائحة القوية الشبيهة بالدواء.
الرياح الموسمية الآسيوية تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الطبقات العطرية. خلال موسم الجفاف من نوفمبر إلى أبريل، تفرز الأشجار مواد راتنجية أكثر سمكًا لحماية نفسها، مما يخلق توازنًا فريدًا بين النوتات الحارة والمركبات العضوية المتطايرة التي تذكر بروائح الصيدليات التقليدية.
مقارنة بين العود الفيتنامي والأنواع الأخرى
على عكس العود الهندي الذي يتميز بحلاوة عطرية، يحتوي العود الفيتنامي على نسبة أعلى من التربينول (35% مقابل 22% في العود الماليزي). هذه المادة الكيميائية، التي تستخدم في صناعة المطهرات الطبية، تعطي إحساسًا قابضًا يشبه رائحة الكافور. تجارب المستهلكين في السوق الخليجية أظهرت أن 67% من المشاركين يربطون رائحة العود الفيتنامي بمستحضرات العلاج الطبيعي.
الفرق الجوهري يكمن في طريقة المعالجة. بينما تخضع معظم أنواع العود للتخمير السريع، تتبع فيتنام تقنية التجفيف البطيء على مدار 7-10 سنوات. هذا الأسلوب يحافظ على المركبات العطرية الثانوية التي عادة ما تختفي في العمليات الصناعية، مما يحافظ على الخصائص الشبيهة بالروائح العشبية.