أصل خشب العود الفيتنامي ولونه الأسود
chenxiang
10
2025-09-05 14:19:10

أصل خشب العود الفيتنامي ولونه الأسود
يعتبر خشب العود الفيتنامي من أشهر أنواع العود في العالم بسبب جودته العالية ورائحته المميزة. يتشكل هذا الخشب عندما تتعرض أشجار العود للإصابة بالفطريات أو الحشرات، مما يحفز إفراز الراتنجات الداكنة كآلية دفاعية. هذه الراتنجات هي التي تعطي الخشب لونه المميز، والذي يتراوح بين البني الداكن والأسود حسب عمر الشجرة وتركيز الراتنج. تشير الدراسات التي أجراها مركز أبحاث الغابات الفيتنامي إلى أن 70% من عينات العود الفيتنامي تحتوي على نسبة راتنج تزيد عن 40%، مما يفسر انتشار الألوان الداكنة فيه.
ومع ذلك، ليس كل خشب العود الفيتنامي أسود بالكامل. تختلف الدرجات اللونية بناءً على منطقة النمو والعوامل البيئية. ففي المناطق الجبلية الرطبة مثل "كوينه نون"، تنتج الأشجار راتنجًا أكثر كثافة بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة، بينما تكون الألوان أفتح في المناطق الساحلية.
العوامل المؤثرة في تغير اللون
يتأثر لون خشب العود بعوامل متعددة، أهمها عمر الشجرة وطريقة الاستخراج. تحتاج الشجرة إلى ما لا يقل عن 20 عامًا لتكوين راتنج عالي الجودة، حيث يتحول اللون تدريجيًا من الأبيض المصفر إلى البني ثم الأسود. أظهرت تحاليل مختبرية أجرتها جامعة هانوي أن التعرض للأكسجين أثناء التخزين يزيد من عمق اللون عبر تفاعلات الأكسدة الطبيعية.
كما تلعب تقنيات المعالجة دورًا حاسمًا. فالتجفيف البطيء في الظل يحافظ على اللون الداكن، بينما يؤدي التجفيف الشمسي إلى تفتيح الدرجة اللونية. وفقًا لحرفيي العود التقليديين في "هو تشي منه"، فإن تدخين الخشب بطرق خاصة يُظهِر الطبقات الداخلية الداكنة التي قد تكون مخفية تحت السطح.
الاختلافات الإقليمية في لون العود الفيتنامي
تنتج كل منطقة في فيتنام خشب عود بخصائص لونية مميزة. في مقاطعة "خان هوا" الشمالية، يسود اللون الأسود الفحمي بسبب التربة البركانية الغنية بالمعادن، بينما يتميز عود "داك لاك" بالبني المحمر لاختلاف التركيب الجيولوجي. أشارت منظمة التجارة العالمية للعود (2023) إلى أن 85% من الصادرات الفيتنامية من المناطق الوسطى تحمل ألوانًا أغمق مقارنة بالمناطق الجنوبية.
لكن هذه الاختلافات لا تعني تفوقًا في الجودة، فلكل لون جمهوره الخاص. ففي السوق الخليجية يُفضل الأسود القاتم، بينما يبحث اليابانيون عن الدرجات البنية ذات العروق الذهبية. يوضح خبير العود أحمد السعدي أن "اللون مجرد مؤشر ثانوي، بينما التركيز يجب أن يكون على كثافة الراتنج ونقاء الرائحة".
التحليل العلمي للمكونات الصبغية
كشفت الدراسات الكيميائية في جامعة نها ترانج عن وجود مركبات الفينول والكيرسيتين بنسب عالية في العود الداكن، والتي تتفاعل مع الضوء والهواء مكونة الصبغات السوداء. كما تحتوي العينات الداكنة على تركيز أعلى من مادة "الأغاروفوران" (Agarofuran) بنسبة تصل إلى 15% مقارنة بالفاتحة، وفقًا لتقرير معهد الكيمياء العضوية (2022).
لكن الباحثين يحذرون من الاعتماد على اللون كمقياس وحيد للجودة. فقد تنتج بعض الأشجار المريضة راتنجًا داكنًا لكن برائحة ضعيفة، بينما يحتفظ العود القديم المخزن جيدًا بدرجات أفتح مع رائحة قوية. تؤكد البروفيسورة لينه نجوين أن "اللون الأسود قد يكون مؤشرًا على الجودة، لكن الحكم النهائي يأتي من الاختبار الحسي للرائحة والكثافة".