القيمة التاريخية والثقافية لمتحف العود الفيتنامي الوطني
chenxiang
8
2025-09-05 14:19:08

القيمة التاريخية والثقافية لمتحف العود الفيتنامي الوطني
يُمثل متحف العود الفيتنامي الوطني تحفةً ثقافية تجسد تراثًا يعود إلى آلاف السنين. يعكس المتحف التقاليد العميقة لزراعة العود واستخدامه في فيتنام، والتي ارتبطت بالطقوس الدينية والطب التقليدي منذ عصر أسرة تران (القرن الثالث عشر). تشير الأبحاث التي أجراها المؤرخ نجوين فان هوا (2021) إلى أن العود لعب دورًا محوريًا في التبادلات التجارية بين فيتنام وجيرانها الآسيويين، مما جعله رمزًا للرفاهية والحكمة.
يحتوي المتحف على مخطوطات نادرة تعود إلى القرن الخامس عشر، تُظهر تفاصيل تقنيات استخراج العود التي طورها الحرفيون الفيتناميون. هذه التقنيات الموروثة، والتي حافظت على أصالتها رغم التحديات الحديثة، تُبرز البراعة الفنية التي تجعل العود الفيتنامي متميزًا في جودته عالميًا وفقًا لتقرير منظمة اليونسكو (2019).
العمارة الفنية وتصميم المعارض
يتجلى الانسجام بين التراث والحداثة في تصميم المبنى الذي يمزج عناصر العمارة الإمبراطورية الفيتنامية مع تقنيات العرض التفاعلية. تُصمم القاعات الداخلية على شكل زهرة اللوتس، رمز النقاء في الثقافة الآسيوية، حيث تُعرض القطع الفنية تحت إضاءة ذكية تُبرز تفاصيل النقوش.
يشمل قسم "رحلة العطر" شاشات ثلاثية الأبعاد تُحاكي رحلة تشكل العود عبر عقود من التبلور داخل أشجار الـ"أكويلياريا". هذا التصميم التفاعلي حصل على جائزة التميز في المتاحف من المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) عام 2022، لدوره في جعل التجربة التعليمية أكثر تأثيرًا للزوار من مختلف الفئات العمرية.
الدور البيئي والاستدامة
يركز المتحف على التوعية بأهمية الحفاظ على أشجار العود المهددة بالانقراض. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة هانوي (2023)، فإن 70% من العروض التقديمية في المتحف تُبرز تقنيات الزراعة المستدامة التي تعتمدها المجتمعات المحلية في غابات كوانغ نام.
يُشرف خبراء المتحف على برامج إعادة تشجير بالتعاون مع منظمات دولية مثل الصندوق العالمي للطبيعة (WWF). تعرض القاعة البيئية نماذج حية لأشجار العود الصغيرة، مصحوبة بشروح تفصيلية عن دورها في التوازن الإيكولوجي لمنطقة الميكونغ، مما يجعل الزائر يدرك القيمة المتعددة الأبعاد لهذه الثروة الطبيعية.