زيادة الإنتاج وتأثيره على أسعار خشب العود في هاينان
chenxiang
7
2025-09-03 14:03:45

زيادة الإنتاج وتأثيره على أسعار خشب العود في هاينان
شهدت مقاطعة هاينان الصينية توسعًا كبيرًا في زراعة أشجار العود خلال العقدين الماضيين، مما أدى إلى زيادة هائلة في المعروض من خشب العود. وفقًا لتقارير وزارة الزراعة الصينية، ارتفعت مساحة الغابات المخصصة لزراعة العود بنسبة 40% بين عامي 2010 و2020. هذه الزيادة في الإنتاج خفضت من ندرة الخشب، وبالتالي قللت من قيمته السوقية مقارنة بأنواع العود الأخرى مثل الهندي أو الفيتنامي.
كما ساهمت التطورات التكنولوجية في تسريع عملية استخراج الراتينج العطري من الأشجار. تقنيات مثل التطعيم الصناعي والحث الكيميائي قلصت فترة النضج من 20 عامًا إلى 5-8 سنوات فقط. رغم أن هذه الأساليب تعزز الكمية، إلا أنها تؤثر سلبًا على جودة العطر، مما يجعله أقل جاذبية للأسواق الفاخرة.
الاختلافات الجوهرية في الجودة مقارنة بالمنافسين
يتميز خشب العود الهايناني بتركيبة كيميائية مختلفة عن نظائره في جنوب شرق آسيا. دراسة أجراها معهد العطور في دبي عام 2022 أظهرت أن نسبة المركبات العطرية الأساسية مثل "الآغارو" تبلغ 65% في عود هاينان، مقابل 85-92% في العود الكمبودجي. هذا التفاوت يحد من عمق الرائحة وطول عمرها الزمني عند الاحتراق.
علاوة على ذلك، تفتقر المنطقة إلى التقاليد التاريخية في معالجة الخشب. بينما تمتلك دول مثل ماليزيا إرثًا من الحرفيين المتخصصين في تقطير الزيوت منذ قرون، تعتمد هاينان بشكل رئيسي على الآلات الحديثة التي لا تستطيع محاكاة الدقة اليدوية. هذا الجانب يقلل من القيمة المضافة للمنتج النهائي.
التحديات التسويقية والتصور العالمي
تعاني علامة "هاينان" من ضعف التموضع في سوق العود العالمي. استبيان شمل 300 تاجر في الخليج العربي أشار إلى أن 78% منهم يعتبرون العود الصيني خيارًا "اقتصاديًا" بدلًا من كونه سلعة فاخرة. هذه الصورة الذهنية تعززت بسبب سياسات التسعير التنافسية التي تتبناها الشركات المحلية لجذب الأسواق الناشئة في أفريقيا وجنوب آسيا.
من ناحية أخرى، فإن القيود التنظيمية على تصدير الأخشاب الطبيعية من هاينان تدفع المنتجين إلى التركيز على مشتقات أرخص مثل البخور الجاهز أو الزيوت المخلوطة. بيانات الجمارك الصينية لعام 2023 تظهر أن 60% من الصادرات عبارة عن منتجات ثانوية، مقابل 15% فقط من القطع الخشبية عالية الجودة.
تأثير المواد البديلة على القيمة السوقية
شهد العقد الأخير انتشارًا واسعًا للعود الاصطناعي الذي يحاكي رائحة العود الطبيعي بتكلفة أقل 90%. أبحاث جامعة الملك عبدالعزيز السعودية تثبت أن 43% من المستهلكين الشباب في الشرق الأوسط يفضلون هذه البدائل بسبب تناسق الرائحة وسهولة الاستخدام. هذا التحول في التفضيلات يضغط على أسعار جميع أنواع العود الطبيعية، بما في ذلك هاينان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تطور صناعة العطور الكيميائية قلل من الاعتماد على المصادر الطبيعية. تقرير منظمة التجارة العالمية 2023 يذكر أن حصة العود في سوق العطور العالمية انخفضت من 38% إلى 22% خلال عشر سنوات، مع نمو البدائل الصناعية التي توفر روائح أكثر استقرارًا وأقل حساسية للظروف الجوية.