الخصائص العطرية: الفرق بين رائحة العود في كاليمانتان وفيتنام
chenxiang
9
2025-09-02 07:43:21

الخصائص العطرية: الفرق بين رائحة العود في كاليمانتان وفيتنام
يتميز عود كاليمانتان برائحة ترابية عميقة مع لمسات من الفواكه الاستوائية، نتيجةً لتنوع التربة والمناخ الرطب في غابات بورنيو. تشير الدراسات إلى أن التركيز العالي لمركبات "السيسكويتربين" في خشب كاليمانتان يعطي عطره قوة تدوم لساعات طويلة. بينما ينفرد العود الفيتنامي برائحة حلوة تشبه العسل مع نفحات توابل خفيفة، وهو ما يرتبط ببطء عملية التفحم التي تستغرق عقودًا في جبال أناميت.
تؤكد الأبحاث المنشورة في مجلة "كيمياء العطور الطبيعية" أن الاختلاف الجوهري يعود إلى تنوع سلالات أشجار الأكويلاريا. ففي فيتنام، تنتج الأشجار المعرضة للإجهاد البيئي نسبة أعلى من مركب "الآغارول"، الذي يعطي العطر تعقيدًا أكبر. أما في كاليمانتان، فإن التفاعل بين الفطريات والخشب المصاب يخلق توازنًا فريدًا بين المكونات الحمضية والقاعدية.
الأهمية الثقافية: الدور التاريخي في المجتمعات المحلية
ارتبط عود فيتنام بالطب التقليدي منذ عصر أسرة تران (القرن الثالث عشر)، حيث كان يُستخدم في علاج أمراض الجهاز التنفسي. المخطوطات القديمة في معبد هوا تشانغ تشهد على استخدامه في طقوس التطهير الروحي. في المقابل، يعتبر سكان داياك في كاليمانتان أن أشجار العود مقدسة، حيث ترمز إلى الاتصال بين العالمين المادي والروحي وفق معتقداتهم الأنيميستية.
تشير منظمة اليونسكو في تقريرها عن التراث غير المادي إلى أن طقوس حصاد العود في كاليمانتان تحوي رقصات تقليدية تعكس العلاقة المتوازنة مع الطبيعة. بينما تحتفظ فيتنام بتقنيات تقطير عمرها 600 عام، تم تسجيلها كتراث وطني عام 2019، مما يظهر الاختلاف في النهج الحضاري تجاه نفس المادة الثمينة.
التحديات البيئية: تأثير الزراعة غير المستدامة
أدت الزيادة العالمية في الطلب إلى استنزاف 70% من أشجار العود البريّة في فيتنام بين 1990-2015 حسب بيانات الصندوق العالمي للطبيعة. يتم الآن تطبيق نظم حصاد ذكية تسمح بإزالة أجزاء من الجذع دون اقتلاع الشجرة. في كاليمانتان، تواجه الغابات تهديدات متزايدة من حرائق الغابات التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، حيث فقدت المنطقة 29% من غطائها النباتي خلال العقد الماضي.
تبذل الحكومة الإندونيسية جهودًا لدمج المجتمعات المحلية في مشاريع إعادة التشجير، مع تطبيق تقنيات التطعيم الحديثة لتسريع إنتاج الراتنج. بينما تعتمد فيتنام على الزراعة العضوية المعتمدة، حيث تمنح شهادات "الغابة الاصطناعية" للمزارع التي تحاكي النظم البيئية الطبيعية، وهو نهج حصل على جائزة أفضل الممارسات البيئية من الأمم المتحدة عام 2022.