هل يُسبب استنشاق العود السرطان بشكل مؤكد؟

لا يوجد إجماع علمي حتى الآن على أن استنشاق العود يسبب السرطان بشكل قاطع. تُشير بعض الدراسات المحدودة إلى وجود مركبات عضوية متطايرة في دخان العود مثل البنزين والفورمالديهايد، والتي صنفتها منظمة الصحة العالمية كمواد مسرطنة محتملة. ومع ذلك، تختلف تركيزات هذه المواد حسب طريقة الحرق وجودة العود نفسه. على سبيل المثال، دراسة أجرتها جامعة الملك سعود عام 2019 وجدت أن تركيز البنزين في دخان العود أقل بنسبة 60% مقارنة بالبخور التقليدي، مما يقلل من المخاطر المحتملة.

العوامل المؤثرة في مستوى الخطورة

تتوقف المخاطر الصحية لاستنشاق العود على عوامل متعددة، أبرزها تكرار الاستخدام والتهوية. ففي الأماكن المغلقة ذات التهوية الضعيفة، تتراكم الجزيئات الدقيقة الناتجة عن الاحتراق، مما يزيد من احتمالية تهيج الجهاز التنفسي. وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية 2021، يرتبط التعرض الطويل الأمد لأي نوع من الدخان بزيادة طفيفة في معدلات سرطان الرئة، لكن لا يمكن تعميم هذه النتائج دون مراعاة الفروق الكيميائية بين أنواع البخور المختلفة.

الاختلاف بين الاستخدام التقليدي والحديث

يُستخدم العود في الثقافات العربية منذ قرون كجزء من الطقوس الاجتماعية والدينية، لكن الأساليب الحديثة في تحضيره أدت إلى تغيرات في تركيبه الكيميائي. أظهرت عينات من العود التجاري في دول الخليج عام 2022 احتواءها على إضافات صناعية مثل مثبتات الرائحة، والتي قد تتحلل عند الحرارة إلى مواد ضارة. من ناحية أخرى، يؤكد خبراء الطب التكميلي أن الاستخدام المعتدل للعود الطبيعي عالي الجودة له تأثيرات مهدئة، مستشهدين بدراسات يابانية من جامعة كيوتو حول تأثيرات عطرية محددة على تخفيف التوتر.

التوصيات الصحية الحالية

تنصح الهيئات الصحية بالحد من استنشاق أي دخان بشكل متكرر، بما في ذلك عود البخور. تقترح وزارة الصحة السعودية استخدام أجهزة التدفئة الكهربائية بدلًا من الحرق المباشر، حيث أظهرت اختبارات معامل الهيئة العامة للغذاء والدواء انخفاض الانبعاثات الضارة بهذه الطريقة بنسبة 85%. كما يُوصى باختيار أنواع العود الخالية من المواد اللاصقة الصناعية، وضمان التهوية الكافية أثناء الاستخدام، خاصة للأفراد ذوي الحالات التنفسية المسبقة.