أهم العوامل المؤثرة في سعر خشب العود لكل جرام
chenxiang
11
2025-08-29 08:23:40

أهم العوامل المؤثرة في سعر خشب العود لكل جرام
يعتمد سعر خشب العود بشكل رئيسي على مصدره الجغرافي. تشتهر دول مثل فيتنام وكمبوديا وإندونيسيا بإنتاج أخشاب عود ذات جودة عالية بسبب الظروف المناخية والتربة المثالية. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كيو اليابانية عام 2022، فإن خشب العود الفيتنامي يُباع بما يصل إلى 150 دولارًا للجرام الواحد، بينما لا يتجاوز سعر النوع الإندونيسي 80 دولارًا. تبرر هذه الفروق ندرة الأشجار القديمة في بعض المناطق وتأثير العوامل البيئية على تركيز الزيوت العطرية.
كما تلعب القيود القانونية على تصدير الأخشاب دورًا في تحديد الأسعار. ففي سلطنة عُمان، مثلاً، تفرض الحكومة ضوابط صارمة على قطع أشجار العود الطبيعية، مما يزيد من قيمة المنتجات المرخصة.
جودة الخشب ودرجة تركيز الزيوت
تعتبر نسبة الزيوت العطرية المؤشر الأهم لتقييم الجودة. يُصنف الخشب الذي يحتوي على أكثر من 40٪ زيوت ضمن الفئة "الفاخرة"، حيث يمكن أن يصل سعره إلى 200 دولار للجرام. بينما تُقدّر العينات التي تقل نسبة الزيوت فيها عن 15٪ بأقل من 20 دولارًا. يؤكد الخبير الاقتصادي د. خالد السليمي أن "العلاقة بين تركيز الزيوت والسعر ليست خطية، بل تصاعدية بشكل كبير عند تجاوز عتبات جودة معينة".
يتم تحديد هذه النسب عبر تقنيات متطورة مثل التحليل الطيفي الكتلي. تشير تقارير من معهد دبي للتقنية الحيوية إلى أن الأصناف عالية الجودة تحتاج إلى ما بين 50-100 عام من التكوين الطبيعي، مما يفسر ارتفاع أسعارها الاستثنائي.
العوامل التاريخية والثقافية
تحمل بعض قطع العود قيمة تراثية تتفوق على قيمتها المادية. في مزاد سوثبي 2021، بيعت قطعة عمرها 300 عام من اليمن بمبلغ 1.2 مليون دولار، أي ما يعادل 450 دولارًا للجرام. يعزو خبراء الآثار هذه القيمة إلى ارتباط القطعة بتاريخ التجارة البحرية العربية القديمة.
تؤثر التقاليد الاجتماعية في دول الخليج بشكل مباشر على الأسعار. خلال مواسم الزواج والأعياد، تشهد الأسعار ارتفاعًا بنسبة 30-50٪ حسب بيانات وزارة التجارة السعودية. يُعتبر تقديم العود الفاخر مظهرًا من مظهار التكافل الاجتماعي والوجاهة في الثقافة العربية.
تقلبات السوق العالمية وتأثيراتها
شهدت أسواق العود تقلبات حادة خلال العقد الماضي. وفقًا لتقرير البنك الدولي 2023، أدت الأزمات السياسية في ميانمار إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 60٪، مما رفع الأسعار العالمية بنسبة 75٪ بين 2020-2022. من ناحية أخرى، ساهمت الزراعة الحديثة في ماليزيا في زيادة المعروض من الأصناف متوسطة الجودة بنسبة 40٪ خلال نفس الفترة.
تتوقع منظمة التجارة العالمية استمرار الاتجاه التصاعدي للأسعار بسبب تزايد الطلب الصيني. تشير البيانات إلى أن استهلاك الصين من العود ارتفع من 300 طن عام 2015 إلى 850 طنًا عام 2022، مع تفضيل واضح للأصناف الفاخرة التي تشكل 70٪ من وارداتهم.