البهارات الأساسية في المطبخ الفيتنامي
chenxiang
20
2025-10-27 07:24:42

البهارات الأساسية في المطبخ الفيتنامي
تشتهر المطبخ الفيتنامي بتناغم النكهات بين الحلو والحامض والمالح واللاذع، ويعتمد ذلك بشكل رئيسي على مجموعة فريدة من البهارات والأعشاب. من أبرز المكونات الأساسية "ريحان الحلو" (هúng quế) الذي يُستخدم في أطباق مثل "فوه" وحساء اللحم، حيث يضفي نكهة عطرية مميزة. كذلك، تُعد "أوراق الليمون الكافير" (lá chanh) عنصراً لا غنى عنه في تتبيلات المأكولات البحرية، إذ تحتوي على زيوت عطرية تعزز نضارة الطبق.
تشير الدراسات الثقافية إلى أن استخدام هذه البهارات يعكس ارتباطاً عميقاً بالطبيعة والزراعة المحلية. على سبيل المثال، يُزرع الريحان الحلو في مناطق دلتا نهر الميكونغ، مما يجعله رمزاً للهوية الزراعية الفيتنامية.
الدور الحيوي للكركم والزنجبيل
لا تقتصر وظيفة الكركم (نغه) على إضفاء اللون الأصفر المميز لأطباق مثل "بانه كوون"، بل يُعتبر أيضاً مكوناً صحياً بسبب خصائصه المضادة للالتهابات. وفقاً لبحث نشرته مجلة "التغذية الآسيوية"، فإن الاستهلاك المنتظم للكركم في المطبخ الفيتنامي يساهم في تقليل مخاطر الأمراض المزمنة.
أما الزنجبيل (gừng)، فيلعب دوراً مزدوجاً: كمنكه رئيسي في الحساء وكعامل مساعد في الهضم. تُظهر التقاليد الطبية الفيتنامية استخدامه منذ قرون لعلاج اضطرابات المعدة، مما يبرز تكاملاً فريداً بين الطبخ والطب التقليدي.
أسرار صلصة السمك "نوك مام"
تُعتبر صلصة السمك المخمرة "نوك مام" العمود الفقري للنكهة الفيتنامية، حيث تُصنع من تخمير الأسماك مع الملح لفترات تصل إلى عام. يوضح الطاهي الشهير "فان كوي" أن سر التوازن في الأطباق مثل "بانه مي" يكمن في إضافة كمية مدروسة من هذه الصلصة، والتي توفر عمقاً مالياً دون طغيان.
لكن البعض ينتقد رائحتها القوية، رغم أن الدراسات الكيميائية تؤكد أن عملية التخمير تحطم المركبات الكبريتية المسببة للرائحة، مما ينتج عنه مذاق غني معقد. هذا التناقض بين الإدراك الحسي والواقع الكيميائي يجعل "نوك مام" أحد أكثر المكونات إثارة للجدل في جنوب شرق آسيا.
التوابل المنسية: قرنفل الجبل وفلفل اللونج
قلما تُذكر توابل مثل "قرنفل الجبل" (đinh hương) أو "فلفل اللونج" (tiêu lốt) في السياقات الدولية، لكنها تشكل جزءاً من تراث الطهي الإقليمي. تُستخدم هذه البهارات في أطباق الأقليات العرقية بشمال فيتنام، حيث تعكس التبادل التاريخي مع الثقافات الصينية واللاوسية.
تشير عالمة الأنثروبولوجيا "لي نهي" إلى أن اختفاء هذه النكهات من المطاعم العالمية يعكس هيمنة النموذج الفيتنامي الجنوبي على الصورة الذهنية للمطبخ الوطني، مما يستدعي إعادة اكتشاف التنوع الإقليمي.