تحتوي أخشاب العود على مجموعة معقدة من المركبات العضوية مثل السيسكويتربين والفينولات. تشير الدراسات المخبرية إلى أن بعض هذه المركبات تمتلك خصائص طاردة للحشرات. بحث نشر في مجلة "الكيمياء الطبيعية" عام 2018 أظهر أن الزيوت المستخلصة من العود تحتوي على مركبات مثل α-كوباين وβ-إليمين التي تعطل مستقبلات الشم لدى البعوض. الآلية تعتمد على إعاقة القدرة الحسية للحشرات بدل قتلها. هذا يتفق مع نظرية الدكتور خالد الحمادي من جامعة الإمارات الذي يشرح في محاضراته أن المواد العطرية الثقيلة تعمل كحاجز كيميائي. لكن التركيز المطلوب لهذا التأثير قد يكون أعلى من المستخدم في التطبيقات اليومية.

التجارب العملية والاستخدامات التقليدية

في مجتمعات الخليج العربي، يُستخدم دخان العود تقليدياً خلال المناسبات الخارجية. رغم عدم وجود إثبات علمي قاطع، تشير دراسة ميدانية أجرتها جامعة الملك سعود عام 2020 إلى انخفاض شكاوى لدغات البعوض بنسبة 40% في المناطق التي استخدمت العود مقارنة بغيرها. لكن الباحثين يحذرون من عوامل أخرى مؤثرة مثل حركة الهواء ووجود مصادر جذب بديلة. تجارب مخبرية في ماليزيا عام 2021 قاست فعالية الزيت العطري للعود ضد بعوضة الزاعجة المصرية. النتائج أظهرت فعالية بنسبة 68% خلال الساعتين الأوليتين، لكنها تنخفض إلى 22% بعد 4 ساعات. هذا يشير إلى ضرورة إعادة التطبيق بشكل متكرر للحفاظ على المفعول.

المقارنة مع المواد الطاردة التجارية

تحليل مقارن من معهد الصحة العامة بالقاهرة يظهر أن مواد مثل DEET توفر حماية تصل إلى 95% لمدة 8 ساعات. بينما خلاصة العود تحتاج إلى تركيز أعلى بثلاث مرات لتحقيق نصف هذه المدة. مع ذلك، يفضل البعض البدائل الطبيعية بسبب المخاوف من الآثار الجانبية للمواد الكيميائية. دراسة استقصائية شملت 500 أسرة في سلطنة عمان أظهرت أن 63% يستخدمون العود كجزء من إستراتيجية متكاملة مع إجراءات أخرى مثل الناموسيات. هذا النهج التكاملي قد يكون مفتاح الفعالية بدلاً من الاعتماد على طريقة واحدة.

العوامل المؤثرة على الفعالية

تختلف النتائج بشكل كبير حسب طريقة الاستخدام. حرق الخشب يطلق كميات متغيرة من المركبات الفعالة مقارنة بالزيوت المركزة. كما أن نوعية العود تلعب دوراً حاسماً، حيث تحتوي الأصناف عالية الجودة من جنوب شرق آسيا على نسبة أعلى من المركبات النشطة مقارنة بالأنواع التجارية الرخيصة. العوامل البيئية مثل الرطوبة ودرجة الحرارة تؤثر أيضاً على مدى انتشار المواد الطاردة. خبراء الصحة العامة ينصحون بالجمع بين الأساليب العلمية المثبتة والوسائل التقليدية لتحقيق أفضل حماية، خاصة في المناطق الموبوءة بالأمراض المنقولة بالبعوض.