الخصائص النباتية لخشب العود الإندونيسي

chenxiang 8 2025-09-05 14:19:12

الخصائص النباتية لخشب العود الإندونيسي

ينتمي خشب العود الإندونيسي إلى جنس الأشجار المُعمرة المعروفة علمياً باسم Aquilaria، وتحديداً أنواع مثل Aquilaria malaccensis وAquilaria crassna. تُعتبر هذه الأشجار جزءاً من عائلة الثيملياسية (Thymelaeaceae)، والتي تنتشر في المناطق الاستوائية بجنوب شرق آسيا. تتميز بأوراقها الخضراء الداكنة اللامعة وأزهارها الصغيرة ذات اللون الأبيض المائل للأخضر، والتي تتحول إلى ثمار تحتوي على بذور سوداء صغيرة. وفقاً لدراسة أجراها عالم النبات الإندونيسي د. أحمد سوريو (2018)، فإن ارتفاع الشجرة البالغة يتراوح بين 20 إلى 40 متراً، مع جذع يصل قطره إلى 60 سم. الجدير بالذكر أن القيمة الاقتصادية لهذه الأشجار لا تكمن في خشبها العادي، بل في تكوين "العود" – المادة الراتنجية الداكنة التي تتشكل عند إصابة الجذع أو الفروع بالعدوى الفطرية أو الإجهاد البيئي.

العوامل البيئية المؤثرة في تكوين العود

يتطلب تشكل العود ظروفاً بيئية فريدة، حيث تزدهر أشجار الأكويلاريا في الغابات المطيرة ذات الرطوبة العالية والتربة الغنية بالمواد العضوية. تشير منظمة الفاو إلى أن إندونيسيا توفر بيئة مثالية بسبب أمطارها الموسمية التي تصل إلى 3000 ملم سنوياً، ودرجات حرارة تتراوح بين 22°C إلى 28°C. لكن اللافت أن الشجرة لا تنتج العود تلقائياً، بل كرد فعل دفاعي ضد الإصابات. فحين تخترق الفطريات مثل Phialophora parasitica أنسجة الشجرة، تبدأ الأخيرة بإفراز مركبات فينولية معقدة كجزء من آلية المناعة. هذه العملية، التي تستغرق ما بين 5 إلى 20 عاماً وفقاً لباحثين من جامعة بوغور الزراعية، تؤدي إلى تغير كيميائي تدريجي يحول الخشب العادي إلى مادة عطرية كثيفة القيمة.

القيمة الثقافية والاقتصادية

يحتل العود الإندونيسي مكانة أسطورية في الثقافات الآسيوية والعربية، حيث يُستخدم في صناعة البخور والعطور الفاخرة منذ القرن التاسع الميلادي. تشير وثائق تاريخية من سلطنة آتشيه إلى أن التجار العرب كانوا يتبادلون الذهب بوزن العود خلال رحلاتهم إلى سومطرة. اقتصادياً، يساهم هذا القطاع في توظيف أكثر من 50 ألف شخص في إندونيسيا وفقاً لوزارة البيئة (2022). يصل سعر الكيلوغرام من الدرجة الأولى إلى 50 ألف دولار في أسواق دبي، مما دفع الحكومة الإندونيسية إلى تطوير شهادات "SVLK" لضمان الاستدامة ومكافحة التقطيع غير القانوني الذي أدى إلى انخفاض المخزون الطبيعي بنسبة 70% منذ 1990 حسب تقارير الصندوق العالمي للطبيعة.

جهود الحفظ والاستدامة

أطلقت إندونيسيا عام 2018 برنامجاً وطنياً لتكثير الأشجار عبر تقنيات التطعيم الفطري المُسرع، حيث يتم حقن الجذوع بمواد محفزة لتقليد عملية العدوى الطبيعية. نجحت هذه الطريقة، بحسب مركز أبحاث العود في كالمنتان، في تقليل زمن الإنتاج من 15 عاماً إلى 7 أعوام مع الحفاظ على جودة الراتنج. كما تعاون الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة مع المجتمعات المحلية لإنشاء "غابات مملوكة" تُدار بشكل دوري. تُظهر بيانات عام 2023 أن هذه المبادرة زادت المساحات المزروعة بنسبة 40%، مع التزام المزارعين بمعايير صارمة لمنع الاستنزاف، مما يؤكد إمكانية الجمع بين الربحية والحفاظ على التنوع البيولوجي.
上一篇:مصدر خشب العود وجودته: العوامل الرئيسية لتحديد السعر
下一篇:المنتجات الإلكترونية والهواتف الذكية: قوة دفع التكنولوجيا في جنوب شرق آسيا
相关文章