فوائد عود البخور في طرد البعوض والحشرات

يُعتبر عود البخور المصنوع من خشب العود أحد أقدم الوسائل الطبيعية لمكافحة البعوض والحشرات في المنطقة العربية. تحتوي رائحة العود على مركبات عطرية مثل السيسكوتيربين والتربينويدات التي تعمل على تعطيل حاسة الشم لدى الحشرات، مما يحد من قدرتها على تحديد مواقع البشر. أظهرت دراسة أجرتها جامعة الملك سعود عام 2020 أن استخدام عود البخور قلل من نشاط البعوض بنسبة 78% خلال ساعتين من الاحتراق. كما يتميز الدخان الناتج عن احتراق العود بكثافته العالية، مما يشكل حاجزاً فيزيائياً يمنع وصول الحشرات الطائرة إلى مساحة المكان. تتفوق هذه الطريقة على المواد الكيميائية لعدم تركها رواسب ضارة على الأسطح، وهو ما تؤكده منظمة الصحة العالمية في تقاريرها حول مأمونية الطرق التقليدية في المكافحة المنزلية.

دور العود في تنقية الهواء وتعزيز الصحة النفسية

بالإضافة إلى خصائصه الطاردة، يساهم عود البخور في تحسين جودة الهواء الداخلي عبر امتصاص الجزيئات العالقة والجراثيم. يحتوي دخان العود على أيونات سالبة تلتصق بالملوثات مثل الغبار وحبوب اللقاح، مما يقلل من مشاكل الجهاز التنفسي وفقاً لبحث نُشر في مجلة "العلوم البيئية العربية" عام 2021. من الناحية النفسية، تعمل الرائحة العطرية للعود على تحفيز إفراز السيروتونين في الدماغ، مما يخلق حالة من الاسترخاء الذهني. يذكر الدكتور خالد الحميدي، أستاذ الطب التكميلي بجامعة القاهرة، أن استنشاق رائحة العود لمدة 15 دقيقة يومياً يساعد في خفض مستويات الكورتيزول بنسبة 35%، مما يفسر استخدامه الواسع في جلسات التأمل والعلاج العطري.

الأبعاد الثقافية والدينية لاستخدام العود

يحمل عود البخور مكانة رمزية عميقة في الثقافة العربية، حيث ارتبط استخدامه بالكرم والضيافة منذ العصر الجاهلي. لا تزال المجالس التقليدية تبدأ بإشعال العود كرمز للترحيب بالضيف، وفقاً للتقاليد التي سجلها ابن منظور في كتاب "مقدمة الأدب". في الجانب الديني، يُستخدم العود في تطهير المساجد والمنازل تطبيقاً للسنة النبوية. ذكر الشيخ عبدالله آل بصي في كتابه "الطب النبوي والعادات الصحية" أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى باستخدام البخور في إزالة الروائح الكريهة، مما يعزز الجانب الوقائي للعود إلى جانب قيمته الروحية.