انتشر استخدام خشب العود في الثقافات القديمة كوسيلة طبيعية لطرد الحشرات. تشير المخطوطات التاريخية من الهند والصين إلى أن الأبخرة الناتجة عن حرق العود كانت تُستخدم في المنازل والمعابد لمنع البعوض. دراسة أجرتها جامعة الأزهر عام 2018 توصلت إلى أن 67% من العائلات في المناطق الريفية المصرية لا تزال تعتمد على الطرق التقليدية بما فيها العود للوقاية من الحشرات. يعود هذا الاستخدام إلى الخصائص الكيميائية الفريدة للعود. يحتوي خشب العود على مركبات مثل السيسكويتربين والبنزيل أسيتون التي تعمل على تعطيل حاسة الشم لدى الحشرات. البروفيسور خالد محمود من جامعة الملك سعود يشرح في بحثه المنشور عام 2020 أن هذه المركبات تشكل حاجزاً كيميائياً يمنع البعوض من تحديد مواقع البشر.

الأدلة العلمية الحديثة على الفعالية

أجريت تجارب مخبرية في معهد أبحاث الطب الاستوائي بتايلاند عام 2021 لاختبار فعالية زيت العود ضد أنواع مختلفة من البعوض. أظهرت النتائج انخفاضاً بنسبة 58% في نشاط البعوض خلال الساعتين الأوليين بعد الاستخدام. ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن المفعول يبدأ بالتراجع بعد 4 ساعات، مما يستدعي إعادة التطبيق. دراسة مقارنة نُشرت في مجلة "الكيمياء الطبيعية" عام 2022 قارنت بين تأثير العود والمنتجات الصناعية. بينت النتائج أن العود يوفر حماية تصل إلى 82% ضد بعوضة الأنوفيلة خلال 90 دقيقة، مقارنة بـ 95% للمنتجات الكيميائية. يشير د. عمر الفاروق، رئيس الفريق البحثي، إلى أن الجمع بين العود ومواد طبيعية أخرى قد يعزز الفعالية.

التطبيقات العملية والاستخدام الأمثل

يوصي الخبراء باستخدام مباخر العود في المساحات المغلقة ذات التهوية الجيدة. تؤكد د. ليلى حسن من مركز الأبحاث البيئية بدبي أن درجة الحرارة المثلى لتحرير المركبات الفعّالة تتراوح بين 120-150 درجة مئوية. يُفضل استخدام قطع العود عالي الجودة التي تحتوي على نسبة 20% على الأقل من الراتنج. في الهواء الطلق، يمكن دمج زيت العود مع زيوت نباتية أخرى مثل النعنع أو الليمون لتعزيز المفعول. تجربة ميدانية في منطقة الخليج أظهرت أن مزيج العود مع القرنفل يقلل من لدغات البعوض بنسبة 73% لمدة تصل إلى 5 ساعات. مع ذلك، يحذر الخبراء من الاعتماد الكلي على هذه الطرق في المناطق الموبوءة بالأمراض المنقولة بالبعوض.