أصل وتكوين خشب العود الإندونيسي
chenxiang
7
2025-09-03 14:03:34

تتشكل أغلى أنواع العود الإندونيسي من أشجار "الأكويلاريا" التي تنمو في الغابات الاستوائية المطيرة. عندما تتعرض هذه الأشجار لإصابات فطرية أو حشرية، تفرز مادة راتنجية عطرية كآلية دفاعية. تتراكم هذه المادة على مدار عقود، مكونة نسيجاً داكن اللون ذا كثافة عالية، حيث تشير دراسات جامعة بوغور الزراعية (2021) إلى أن عملية التبلور تستغرق ما بين 30-50 سنة.
تتفرد إندونيسيا بوجود سلالات نادرة من أشجار العود في جزر كاليمانتان وسولاويزي. تختلف خصائص الراتنج حسب عوامل بيئية مثل نوع التربة ودرجة الرطوبة، حيث يسجل معهد بحوث الأخشاب الإندونيسي فروقاً تصل إلى 40% في تركيز المركبات العطرية بين المناطق الجغرافية.
القيمة الروحية والثقافية
يحتل العود الإندونيسي مكانة خاصة في الممارسات الروحية الإسلامية، حيث يستخدم في طقوس الذكر وحلقات التلاوة. تشير مخطوطة "تحفة النفوس" للشيخ يوسف المقري (القرن 17م) إلى دور البخور في تعزيز التركيز أثناء العبادة. تظهر دراسة أنثروبولوجية من جامعة جاكرتا (2022) أن 78% من المجتمعات التقليدية تربط بين رائحة العود وتطهير الأماكن المقدسة.
في الثقافة الجاوية، يُعتبر تقديم العود ذا الجودة العالية رمزاً للضيافة الملكية. تُوثق مخطوطات بلاط سلطنة ساموديرا باشاي استخدامه في مراسم تتويج السلاطين منذ القرن الثالث عشر، حيث كان يُحرق أمام الضيوف كدليل على المكانة الاجتماعية.
التحديات البيئية والاقتصادية
أدى الطلب العالمي المتنامي إلى استنزاف 65% من الغابات الطبيعية الحاملة للعود خلال العقدين الماضيين، وفقاً لتقرير الصندوق العالمي للطبيعة (2023). تواجه الحكومة الإندونيسية معضلة بين الحفاظ على الموارد وتحقيق عائدات تجارية تصل إلى 500 مليون دولار سنوياً.
تعتمد مشاريع إعادة التشجير على تقنيات التطعيم الفطري المتقدمة، حيث نجحت تجارب مركز أبحاث الغابات في باليمبانغ في تسريع عملية إفراز الراتنج بنسبة 300%. لكن الخبراء يحذرون من أن الأشجار المزروعة صناعياً تنتج عوداً أقل تعقيداً في تركيبه العطري بنسبة 22% مقارنة بالعينة البرية.