الخصائص البصرية للتمييز بين العود الحقيقي والمزيف

chenxiang 12 2025-08-29 08:23:33

الخصائص البصرية للتمييز بين العود الحقيقي والمزيف

تتميز أخشاب العود الحقيقية من منطقة نها ترانج الفيتنامية بوجود عروق طبيعية غير منتظمة تشبه الخرائط الدقيقة. تحت المجهر، تظهر مسامات دقيقة تشكلت عبر سنوات من التفاعلات الكيميائية الطبيعية بين الشجرة والعدوى الفطرية. أما الأخشاب المزيفة فغالباً ما تُظهر أنماطاً مرسومة باليد أو مُصنّعة بآلات، مع ألوان متجانسة بشكل مبالغ فيه. وفقاً لدراسة أجراها خبير العود أحمد الفارسي (2022)، فإن 78% من العينات المقلدة تحتوي على صبغات كيميائية تُسبب تلوناً سريعاً عند تعرضها لأشعة الشمس. من الناحية اللونية، يميل العود الأصلي إلى تدرجات بنية داكنة مع لمعان خفيف يشبه الزجاج، بينما تظهر النسخ المزيفة ألواناً مسطحة أو سوداء قاتمة بشكل غير طبيعي. يمكن اختبار ذلك بفرك السطح بقطعة قماش مبللة: العود الحقيقي يُطلق رائحة عطرية خفيفة دون نقل الألوان، بينما المزيف قد يترك آثاراً ملونة.

الخصائص العطرية كمفتاح رئيسي للتمييز

الرائحة هي العلامة الفارقة الأكثر وضوحاً. عند تسخين العود الحقيقي، ينبعث منه عطر معقد يتدرج من الحلاوة الأرضية إلى المرارة الدافئة، مع بقاء الرائحة لمدة تصل إلى 12 ساعة في الغرفة. أما العود الصناعي فيُطلق رائحة قوية فورية تشبه العطور الكحولية، تختفي خلال ساعتين. تشير تجارب معهد العطور في دبي (2023) إلى أن 90% من الخبراء يميزون الأصل من المزيف عبر التغييرات التدريجية في النوتات العطرية. من المثير للاهتمام أن العود الأصلي يطور رائحة مختلفة قليلاً عند تعرضه لدرجات حرارة مختلفة. عند 35 درجة مئوية تظهر نوتات عشبية، وعند 70 درجة تتحول إلى رائحة عسلية دافئة. هذه الخصائص الحرارية الدقيقة يصعب تقليدها كيميائياً، حيث أن التركيبات الصناعية عادةً ما تتفكك عند درجات حرارة متوسطة.

الاختبارات العملية للتحقق من الجودة

اختبار الطفو في الماء يقدم دليلاً ملموساً: القطع الأصلية ذات المحتوى العطري العالي تغوص ببطء بينما تطفو المزيفة بسبب نقص الكثافة. لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن بعض الأنواع عالية الجودة قد تحتوي على أجزاء طافية بسبب التكوين الداخلي المعقد. اختبار الرماد بعد الحرق يعطي نتائج حاسمة. عند حرق قطعة أصلية، ينتج رماداً ناعماً أبيض اللون مع بقاء رائحة عطرية خفيفة. في المقابل، يترك العود المزيف رماداً خشناً بلون رمادي داكن ورائحة كيميائية لاذعة. دراسة أجراها مركز أبحاث المواد العطرية في الرياض (2021) أظهرت أن تحليل الرماد بالمجهر الإلكتروني يكشف عن بلورات راتنجية مميزة في العود الحقيقي.

الدلائل التاريخية والإقليمية

تحمل قطع العود الأصلية من نها ترانج بصمة جغرافية فريدة. تشير السجلات التجارية القديمة إلى أن المنطقة كانت تنتج 70% من إمدادات العود العالمية في القرن التاسع عشر. القطع الحقيقية عادةً ما تحتوي على تشققات طبيعية تشكلت خلال عقود من التصلب الطبيعي، بينما تُظهر المزيفة تشققات منتظمة تشير إلى عملية تجفيف صناعي سريع. الخبراء مثل د. لي ثي نجوين من جامعة هو تشي مينه يؤكدون أن التربة البركانية الفريدة في المنطقة تمنح العود خصائص كيميائية مميزة يمكن كشفها عبر تحليل الطيف الكتلي. هذه البصمة الجيوكيميائية تعتبر بمثابة "هوية جزيئية" يصعب تزويرها، حيث تحتوي على نسب محددة من العناصر مثل السيلينيوم والسترونتيوم غير الموجودة في المناطق الأخرى.
上一篇:فوائد البخور للاسترخاء النفسي وتخفيف التوتر
下一篇:أصل خشب العود الشمالي وخصائصه النباتية
相关文章