جودة العود وتركيز الزيوت العطرية
chenxiang
10
2025-08-19 14:10:41

جودة العود وتركيز الزيوت العطرية
تعتبر جودة العود عاملًا حاسمًا في تصنيف الدول المنتجة له، حيث تتفاوت تركيزات الزيوت العطرية بين المناطق بسبب الظروف المناخية وأنواع الأشجار. تحتل فيتنام الصدارة عالميًا في إنتاج العود ذو التركيز العالي، خاصةً من نوع "كينام" النادر الذي يحتوي على أكثر من 80% من الزيوت، وفقًا لدراسات جامعة هانوي لعلم النبات (2021). تليها كمبوديا حيث تُنتج مناطق مثل "كراتي" أخشابًا معتقّة بزيوت تصل إلى 60%، بينما تأتي الهند في المرتبة الثالثة لاعتمادها على أشجار "أكويلاريا كراسنا" التي توازن بين العطر والقوة.
التاريخ الثقافي وارتباطه بالمناطق
يرتبط تاريخ تجارة العود بمناطق إنتاجه بشكل وثيق، مما يؤثر على مكانتها الرمزية. تشهد سلطنة عُمان أقدم استخدام للعود في الطقوس الدينية منذ القرن السادس الميلادي، كما ورد في كتاب "الطرق التجارية القديمة" للباحث العُماني خالد السعدي (2018). أما اليمن فتمتاز بدمج العود في الثقافة الشعبية عبر "المجامر" التقليدية، بينما تحتفظ إندونيسيا بأساطير محلية تربط بين أشجار العود والأرواح القديمة، مما يعزز قيمتها التراثية.
حجم الإنتاج والتوزيع العالمي
يُعد حجم الإنتاج السنوي معيارًا رئيسيًا للتصنيف، رغم عدم تعبيره دائمًا عن الجودة. تحتل إندونيسيا المرتبة الأولى بإنتاج سنوي يقارب 500 طن، وفقًا لتقرير منظمة التجارة العالمية (2023)، تليها ماليزيا بـ 300 طن، لكن نسبة كبيرة من إنتاجها يُصنّف ضمن الدرجات المتوسطة. في المقابل، تُنتج لاوس نحو 100 طن سنويًا من الأنواع الفاخرة، مما يجعلها محط اهتمام الأسواق الفاخرة في الخليج.
التحديات البيئية وتأثيرها على التصنيف
أدت الممارسات غير المستدامة إلى تغيير خريطة الإنتاج العالمية. حذّر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) من انخفاض أعداد أشجار العود في تايلاند بنسبة 70% منذ 2000 بسبب القطع الجائر، مما أدى إلى خروجها من قائمة الدول العشر الأوائل. في المقابل، تشهد الفلبين نموًا ملحوظًا بعد تطبيق مشاريع إعادة التشجير المدعومة من منظمة "جرين بيس"، حيث ارتفع إنتاجها من 15 طنًا إلى 40 طنًا خلال خمس سنوات.
معايير التقييم في الأسواق الخليجية
تتبنى دول الخليج معايير فريدة في تقييم العود، تعكس تفضيلات المستهلكين الإقليمية. تُفضّل الأسواق السعودية العود اليمني ذا الرائحة الدخانية الكثيفة، بينما تطلب الإمارات الأنواع الفيتنامية الممزوجة بروائح الزهور. وفقًا لاستطلاع أجرته غرفة تجارة دبي (2022)، فإن 65% من المشترين يربطون جودة العود بمدى انسجام رائحته مع العطور الغربية، مما يرفع أسعار الأنواع القادمة من كمبوديا التي تتميز بهذه الخاصية.