فحص اللون والنسيج

تعتبر مراقبة اللون والنسيج من أسهل الطرق لتمييز العود الأصلي من المزيف. يتميز العود الطبيعي بلون بني غامق أو أسود مع وجود خطوط طبيعية تشبه العروق، نتيجة تراكم الزيوت العطرية على مر السنين. في المقابل، غالبًا ما يظهر العود المزيف ألوانًا متجانسة أو مصنوعة بصبغات صناعية تختفي عند فركها بقطعة قماش مبللة. وفقًا لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي، تحتوي قطع العود الحقيقية على تباين طبيعي في اللون بسبب تفاعل الخشب مع العوامل البيئية. أما القطع المقلدة فتُظهر نمطًا منتظمًا وغير طبيعي، مما يشير إلى استخدام مواد كيميائية في التلوين. ينصح الخبراء بفحص القطعة تحت ضوء ساطع وملاحظة أي تفاصيل تدل على التصنيع الآلي.

اختبار الرائحة

الرائحة هي العامل الأكثر حسماً في تحديد جودة العود. يتميز العود الأصلي برائحة عميقة ومعقدة تختلف بين الحلو والمر، وتستمر لساعات طويلة. عند حرق قطعة صغيرة، ينبعث منها دخان كثيف ذو رائحة مهدئة دون أي روائح كيميائية حادة. في المقابل، تطلق القطع المزيفة روائح صناعية تشبه العطور الرخيصة، وتختفي بسرعة بسبب نقص الزيوت الطبيعية. يشير الدكتور خالد العبري، خبير العطور التقليدية، إلى أن تسخين العود الخفيف (بدون حرقه) يكشف عن نقاء الرائحة، حيث تتفكك الروائح الاصطناعية بسرعة تحت الحرارة.

كثافة الوزن

يتميز العود الحقيقي بكثافة عالية بسبب امتصاص الخشب للزيوت على مدى عقود. عند حمل قطعة أصيلة، تشعر بثقلها غير المتناسب مع حجمها، بينما تشعر القطع المزيفة بالخفة نظرًا لاستخدام أخشاب عادية أو مواد بلاستيكية. وفقًا لتجربة أجراها متحف التراث العماني، عند وضع قطع العود في الماء، تغوص القطع الأصلية بنسبة 70% بسبب كثافتها، بينما تطفو معظم القطع المقلدة. مع ذلك، يجب مراعاة أن بعض الأنواع النادرة قد تكون أخف وزنًا، لذا يُفضل الجمع بين هذا الاختبار وطرق أخرى.

رد الفعل على الحرارة

عند تعريض العود للحرارة باستخدام إبرة ساخنة، يذوب العود الأصلي بشكل تدريجي مطلقًا زيتًا لزجًا ذا رائحة غنية. أما المزيف فيحترق بسرعة مع انبعاث دخان أسود ورائحة كريهة تشبه البلاستيك المحترق. تؤكد الأستاذة ليلى القاسمي في كتابها "أسرار العود" أن الاختبار الحراري هو الأكثر فعالية للتمييز، حيث لا يمكن تقليد تفاعل الزيوت الطبيعية مع الحرارة. ينصح بعدم استخدام لهب مفتوح لتجنب تلف القطعة، والاكتفاء بتسخينها لمدة ثوانٍ قصيرة.