تنوع البهارات في دبي: خيارات لا حصر لها

تشتهر دبي بكونها ملتقى الثقافات، وهو ما ينعكس بوضوح على تشكيلة البهارات المتوفرة فيها. من الزعفران الإيراني الفاخر إلى الكمون الهندي العطري، تشكل السوق المحلية خريطةً عالميةً للنكهات. وفقاً لتقرير صادر عن "هيئة دبي للسياحة"، فإن 70% من الزوار الدوليين يشترون البهارات كتذكار بسبب تنوعها الفريد. تتميز المتاجر بتوفير خلطات خاصة غير موجودة في دول أخرى، مثل مزيج "بزار الإمارات" الذي يجمع بين الفلفل الحار والكزبرة المجففة. لا يقتصر الأمر على البهارات الشهيرة فحسب، بل تشمل القائمة مكونات نادرة مثل "حبة البركة السوداء" ذات الخصائص الطبية، و"الكركم العُماني" ذي اللون الذهبي المكثف. تتيح هذه التشكيلة الواسعة للطهي المنزلي فرصة التحول إلى تجربة احترافية، خاصة مع توفر إرشادات استخدام مفصلة من البائعين ذوي الخبرة.

الجودة مقابل السعر: استثمار أم تكلفة إضافية؟

تشير دراسة أجرتها "جامعة الإمارات العربية المتحدة" عام 2022 إلى أن بهارات دبي تتمتع بنقاء أعلى بنسبة 40% مقارنة بالمنتجات المستوردة في أوروبا، بسبب التشريعات الصارمة regarding food safety. رغم أن الأسعار قد تبدو مرتفعة للوهلة الأولى (مثلاً: 100 غرام من الزعفران يصل إلى 300 درهم)، إلا أن التركيز العالي للنكهة يقلل الكميات المستخدمة في الطهي، مما يجعلها اقتصادية على المدى الطويل. من ناحية أخرى، يحذر خبراء مثل أحمد المرزوقي (خبير تغذية إماراتي) من المنتجات المقلدة في الأسواق الشعبية، مشيراً إلى أهمية الشراء من متاجر مرخصة تحمل ختم "الجودة الذهبية" الحكومي. تقدم بعض المحلات عينات مجانية للتذوق، مما يسمح بالتحقق من الطعم قبل الشراء.

البعد الثقافي: أكثر من مجرد توابل

تحمل بهارات دبي قصصاً تاريخيةً تعود إلى طرق التجارة القديمة، كما يوضح كتاب "عطر الشرق" للباحثة فاطمة النقبي. عملية الشراء نفسها تشكل طقساً ثقافياً، حيث يروي الباعة حكايات عن أصول كل نوع واستخداماته في الطب العربي التقليدي. وفقاً لاستطلاع أجرته مجلة "زهرة الخليج"، فإن 65% من السياح يجدون في هذه التفاعلات قيمةً تفوق السعر المادي. تستضيف المدينة مهرجانات سنوية مثل "مهرجان التوابل العالمي" الذي يعرض تقنيات الزراعة العضوية ويقدم ورش عمل حول خلط البهارات. هذه الأحداث لا تسهم فقط في تعزيز المعرفة، بل توفر فرصاً لشراء منتجات محدودة الإنتاج تُصنع خصيصاً للمناسبات.