تأثير البخور على الجهاز التنفسي

يعتبر استخدام البخور تقليدًا شائعًا في العديد من الثقافات العربية، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى مخاطر محتملة على الجهاز التنفسي. عند حرق البخور، ينبعث منه جسيمات دقيقة (PM2.5) ومركبات عضوية متطايرة مثل البنزين والفورمالديهايد. وفقًا لبحث نُشر في مجلة "Science of the Total Environment" عام 2021، فإن التعرض المطول لهذه الجسيمات يزيد من خطر التهاب الشعب الهوائية وتفاقم أعراض الربو. كما أظهرت دراسة أجرتها جامعة "نانيانغ" في سنغافورة أن مستويات تلوث الهواء في الأماكن المغلقة عند استخدام البخور تتجاوز أحيانًا المعايير الدولية المسموح بها. هذا يشكل تهديدًا خاصًا للأطفال وكبار السن الذين يعانون من حساسية في الجهاز التنفسي.

تفاعلات الحساسية والجلد

قد يتسبب دخان البخور في تفاعلات تحسسية غير متوقعة لدى بعض الأفراد. تحتوي بعض أنواع البخور على مواد كيميائية مضافة مثل المواد الملونة والمواد الحافظة، والتي تطلق مركبات مثل الكبريت وأكسيد النيتروجين عند الاحتراق. وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية عام 2019، ترتبط هذه المركبات بتهيج الجلد والعينين. في حالات نادرة، سجلت دراسات حالات لطفح جلدي وحكة شديدة عند الأشخاص ذوي البشرة الحساسة. ينصح الخبراء بإجراء اختبار حساسية قبل الاستخدام المنتظم، واختيار أنواع البخور الخالية من الإضافات الصناعية.

الآثار طويلة المدى على الصحة العامة

أشارت دراسة طولية أجرتها "هيئة الصحة بدبي" لمدة 10 سنوات إلى وجود ارتباط بين الاستخدام اليومي للبخور وزيادة معدلات الإصابة بأمراض الرئة المزمنة. كما لاحظ الباحثون ارتفاعًا طفيفًا في مؤشرات الإجهاد التأكسدي لدى المستخدمين الدائمين، مما قد يساهم في تسريع شيخوخة الخلايا. من ناحية أخرى، يشير بعض الخبراء إلى أن المخاطر تعتمد على عوامل مثل جودة البخور وطرق التصنيع. البخور الطبيعي المصنوع من خلاصات الأشجار النقية قد يكون أقل ضررًا مقارنة بالمنتجات الرخيصة التي تحتوي على مواد مشبعة كيميائيًا.

التوصيات الذكية للاستخدام الآمن

للحد من المخاطر، ينصح بتجنب الاستخدام المفرط وتهوية الغرفة جيدًا. وفقًا لدليل "الصحة البيئية" الصادر عن جامعة الملك سعود، يكفي استخدام البخور لمدة 15-20 دقيقة مع فتح النوافذ. كما يُفضل اختيار أنواع معتمدة من جهات موثوقة وتجنب استنشاق الدخان مباشرة. في الختام، الاعتدال والوعي هما المفتاح. بينما يحمل البخور قيمة ثقافية عميقة، فإن الموازنة بين التقاليد والوقاية الصحية تضمن استمتاعًا آمنًا عبر الأجيال.