ندرة خشب العود الفيتنامي وأثره على السعر

chenxiang 16 2025-09-01 07:36:50

ندرة خشب العود الفيتنامي وأثره على السعر

تعتبر فيتنام من أبرز الدول المنتجة لخشب العود الطبيعي عالي الجودة، وذلك بسبب الظروف المناخية والتربة الملائمة لشجرة الآغار (التي يُستخرج منها العود). لكن شجرة الآغار تحتاج إلى عقودٍ طويلة لتكوين الراتنج العطري الثمين داخل جذعها، كما أن عملية الاستخراج معقدة وتتطلب مهاراتٍ فريدة. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث الأخشاب الاستوائية عام 2022، فإن 5% فقط من أشجار الآغار في فيتنام تنتج راتنجاً عطرياً بجودةٍ عاليةٍ كافية لصنع السلاسل الفاخرة، مما يفسر ندرة المواد الخام الممتازة. بالإضافة إلى ذلك، أدى الإفراط في قطع الأشجار خلال العقود الماضية إلى انخفاض حاد في أعداد أشجار الآغار البرية. تقارير منظمة الحفاظ على الغابات الاستوائية (2023) تشير إلى أن المساحات المزروعة بأشجار الآغار انخفضت بنسبة 60% منذ عام 2000، مما زاد من ضغوط العرض على الأسواق العالمية.

تعقيدات التصنيع والحرفية اليدوية

تصنيع سلاسل عود فيتنام لا يعتمد فقط على جودة الخشب، بل أيضاً على حرفية الصانعين الذين ينحتون القطع بدقةٍ متناهية. تُظهر دراسة أجراها اتحاد الحرفيين الآسيويين أن صنع سلسلة واحدة عالية الجودة قد يستغرق ما يصل إلى 30 يوم عمل، مع استخدام تقنياتٍ تقليديةٍ مثل التلميع باليد واستخلاص العطور الطبيعية. كما أن عملية التقطير العطري تلعب دوراً حاسماً. وفقاً لخبير العطور د. خالد البغدادي، فإن عطور العود الفيتنامي تحتوي على أكثر من 70 مركباً كيميائياً فريداً، مقارنةً بـ40 مركباً في الأنواع الأخرى. هذا التعقيد الكيميائي يتطلب معداتٍ متخصصة وخبراء في مراقبة الجودة، مما يرفع تكاليف الإنتاج.

القيمة الاستثمارية والطلب العالمي

تشهد سلاسل العود الفيتنامية طلباً متزايداً من الأسواق الفاخرة، خاصة في دول الخليج حيث يُعتبر العود رمزاً للرفعة الاجتماعية. بيانات من معهد دبي للثقافة (2023) تظهر أن 35% من مشتريات العود في الإمارات تأتي من فيتنام، مع ارتفاع متوسط السعر السنوي بنسبة 12% منذ 2018. من ناحية أخرى، أصبحت هذه السلاسل أداة استثمارية للمجموعات النادرة. تقرير "سويسرا للسلع الثمينة" (2023) يشير إلى أن سلسلة عود فيتنامي من فئة "كينام" بوزن 108 حبات قد حققت عائداً استثمارياً بنسبة 300% خلال خمس سنوات، متفوقةً على الذهب في بعض الأسواق الآسيوية.

التحديات في تحديد الجودة الحقيقية

ارتفاع الأسعار يرتبط أيضاً بصعوبة التمييز بين المنتجات الأصيلة والمقلدة. توضح د. ليلى القاسمي، أخصائية علم النبات العطري، أن 40% من العينات المسوقة كـ"عود فيتنامي" تحتوي على زيوتٍ صناعية أو خشباً مُعالجاً كيميائياً. لذلك طورت الحكومة الفيتنامية نظام شهادات ضمان خاصاً (VietAgar) منذ 2021، حيث يتم تتبع كل شجرة من مرحلة الزراعة إلى التصدير. وفقاً لوزارة الزراعة الفيتنامية، فإن السلاسل الحاصلة على هذه الشهادة تُباع بأسعارٍ أعلى بنسبة 25-50% مقارنة بالمنتجات غير المعتمدة.
上一篇:الأزمة السياسية في ميانمار وتداعياتها الإقليمية
下一篇:أصل خشب العود الإندونيسي وخصائصه الفريدة
相关文章