الخصائص العطرية الفريدة للعود الفيتنامي الأصلي

تتميز أخشاب العود الفيتنامي برائحة عميقة ومعقدة تختلف جذرياً عن المنتجات المقلدة. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي عام 2022، تحتوي الراتنجات الطبيعية في العود الأصلي على أكثر من 150 مركباً عطرياً تتفاعل مع الحرارة بشكل تدريجي. عند تسخين القطعة الحقيقية، ستلاحظ تطوراً مرحلياً للرائحة من الفواكهية الخفيفة إلى الدخانية العميقة، بينما تنبعث من المزيف رائحة كيميائية ثابتة تنتهي بسرعة. التمييز الأهم يكمن في استمرارية العطر. العود الأصلي يحتفظ برائحته لأشهر عند تخزينه بشكل صحيح، في حين تتبخر الروائح الصناعية خلال أيام قليلة. خبير العطور السعودي خالد القحطاني يشير إلى أن "الرائحة الطبيعية تندمج مع البيئة المحيطة، بينما المزيفة تبقى عالقة في الهواء كطبقة منفصلة".

الأنماط البصرية في التركيب الخشبي

تظهر أخشاب العود الحقيقية أنماطاً عضوية معقدة تشبه الخرائط الجيولوجية. تحت المجهر الضوئي، يمكن ملاحظة توزيع غير منتظم للراتنجات ذات الكثافة المتدرجة، حيث تظهر الخطوط الداكنة متشابكة مع الألياف الخشبية بشكل طبيعي. وفقاً لمتحف الفنون الإسلامية في القاهرة، تحتوي القطع الأثرية التاريخية على نفس النمط المتكرر في عروق الخشب. الخشب المزيف غالباً ما يظهر رسوماً صناعية متناظرة أو تكراراً هندسياً. دراسة مقارنة أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز أظهرت أن 89% من العينات المقلدة تحتوي على صبغات صناعية تتركز على السطح دون اختراق الألياف الداخلية. عند القطع العرضي، يظهر الخشب الأصلي تدرجاً لونياً من البني الفاتح إلى الأسود القاتم، بينما المزيف يحتفظ بلون موحد في جميع الطبقات.

الاختبار الحركي للكثافة والوزن

يتميز العود الفيتنامي الأصلي بتوازن خاص بين الكثافة والمرونة. عند وضع قطعة صغيرة في الماء المالح (تركيز 30%)، تطفو القطع الأصلية بشكل جزئي مع غوص القاعدة، بينما تنغمر المقلدة كلياً أو تطفو بشكل كامل. هذا يعود إلى تفاعل الراتنجات الطبيعية مع الأملاح وفقاً لتقرير معهد الجودة الخليجي 2023. الوزن النوعي للعود الحقيقي يتراوح بين 1.1-1.3 جم/سم³، مما يعطي إحساساً "ثقيلاً لكن غير صخري" عند الحمل. اختبار الاهتزاز الصوتي يظهر أيضاً فرقاً جوهرياً: النقر على القطعة الأصلية ينتج صوتاً مكتوماً ذا صدى عميق، بينما يعطي المزيف رنيناً حاداً يشبه البلاستيك.