فوائد خشب العود في العلاج التقليدي

يُعتبر خشب العود عنصرًا أساسيًا في الطب التقليدي لعدة حضارات، خاصة في آسيا والشرق الأوسط. تشير الدراسات التاريخية إلى استخدامه منذ آلاف السنين لعلاج أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والسعال، بسبب خصائصه المضادة للالتهابات. وفقًا لبحث نُشر في مجلة "Ethnopharmacology"، يحتوي العود على مركبات مثل "الآغاروودول" التي تعزز استرخاء الشعب الهوائية. بالإضافة إلى ذلك، يستخدمه المعالجون الشعبيون لتخفيف آلام المفاصل عبر تدليك المنطقة المصابة بزيت العود، مما يحسن الدورة الدموية ويقلل التورم.

تأثير العود العطري على الصحة النفسية

لا تقتصر فوائد العود على الجسد فحسب، بل تمتد إلى الجانب النفسي. أظهرت دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام 2020 أن استنشاق رائحة العود يخفض مستويات هرمون الكورتيزول بنسبة 34%، مما يقلل التوتر ويحسن المزاج. هذا التأثير يرتبط بتحفيز العود لإفراز السيروتونين في الدماغ، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية حول العلاج بالروائح. كما يُستخدم في الممارسات الروحية مثل التأمل، حيث يساعد الدخان الناتج عن حرقه على خلق جو من التركيز والصفاء الذهني، وفقًا لتقاليد اليوجا الهندية.

كيفية التمييز بين العود الأصلي والمغشوش

تتطلب معرفة العود الحقيقي خبرة في عدة جوانب. أولًا، يتميز العود الأصلي بوزن ثقيل غير متناسب مع حجمه بسبب الزيوت الطبيعية المكثفة، بينما تكون القطع المقلدة خفيفة. ثانيًا، عند حرق العود الحقيقي، ينبعث دخان كثيف ذو لون أبيض مائل للرمادي، ويبقى الرماد متماسكًا، على عكس المغشوش الذي ينتج دخانًا سريع التلاشي. وفقًا لخبراء من مركز أبحاث العطور في دبي، يمكن أيضًا اختبار القطعة بوضع قطرة ماء عليها؛ فالعود الأصلي يمتص الماء ببطء دون تغيير لونه، بينما يتغير لون المزور فورًا.

الاختلافات الجغرافية وتأثيرها على جودة العود

تختلف خصائص العود حسب منطقة زراعته، مما يؤثر على قيمته العلاجية والتجارية. يعتبر العود الفيتنامي والأندونيسي من أرقى الأنواع بسبب تركيز الزيوت العطرية العالي، الذي يتشكل نتيجة إصابة الشجرة بفطريات معينة على مدى عقود. في المقابل، تُنتج دول مثل كمبوديا أنواعًا أقل جودة بسبب الظروف المناخية التي تقلل من تفاعل الشجرة مع العوامل الطبيعية. تشير منظمة التجارة العالمية إلى أن 78% من العود المزور في الأسواق يُسوَّق على أنه فيتنامي، مما يستدعي توخي الحذر عند الشراء.