التأثيرات السلبية لاستنشاق بخور العود على الجهاز التنفسي

تشير دراسات منظمة الصحة العالمية إلى أن حرق مواد عطرية مثل العود ينتج جسيمات دقيقة (PM2.5) قد تصل إلى الرئتين. عند الاستنشاق المكثف، يمكن لهذه الجسيمات أن تسبب تهيجًا في الشعب الهوائية، خاصة لدى مرضى الربو أو التهاب الجيوب الأنفية. بحث نشر في مجلة "الطب البيئي" عام 2020 أظهر أن 34% من المشاركين الذين استخدموا البخور يوميًا عانوا من سعال مزمن. تزداد الخطورة عند استخدام أنواع رديئة من العود المخلوط بمواد كيميائية صناعية. بعض التجار يضيفون مواد لتحسين اللون أو延长 فترة الاحتراق، مما قد يؤدي إلى إطلاق مركبات سامة مثل الفورمالديهايد عند الاحتراق. خبراء من جامعة الملك سعود حذروا من أن التعرض المتكرر لهذه المركبات قد يزيد مخاطر التهابات الجهاز التنفسي بنسبة 22% حسب دراسة أجريت على عينة من 500 شخص.

التأثيرات على صحة القلب والأوعية الدموية

دراسة طولية أجرتها جمعية القلب العربية بينت ارتباطًا بين الاستخدام اليومي للبخور وارتفاع ضغط الدم. يعزو الباحثون ذلك إلى قدرة بعض المركبات العضوية المتطايرة في دخان العود على التأثير في وظائف الأوعية الدموية. كما لاحظت الدراسة زيادة في لزوجة الدم بنسبة 15% لدى المستخدمين المنتظمين، مما قد يرفع مخاطر الجلطات الدموية. من ناحية أخرى، أظهرت أبحاث من معهد دسمان للسكري أن التعرض المزمن لدخان البخور يقلل من فعالية الأدوية الخافضة للكوليسترول بنسبة تصل إلى 30%. يعتقد العلماء أن هذا التفاعل قد يكون مرتبطًا بتأثيرات الأكسدة التي يسببها الدخان على عمليات التمثيل الغذائي في الجسم.

المخاطر المحتملة على النساء الحوامل

تحذر منظمة الصحة العالمية من أن المركبات البنزينية في دخان العود قد تعبر المشيمة. دراسة حالة تابعت 1200 امرأة حامل في الإمارات بينت أن الاستخدام اليومي للبخور خلال الحمل يرتبط بانخفاض وزن المواليد بمعدل 150 غرامًا في المتوسط. كما سجلت حالات ولادة مبكرة بنسبة أعلى 18% مقارنة بغير المستخدمات. تجارب مخبرية على الحيوانات أظهرت أن التعرض المكثف لدخان البخور خلال الأشهر الأولى من الحمل قد يؤثر على تطور الجهاز العصبي للجنين. مع ذلك، يشدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات السريرية لتأكيد هذه النتائج على البشر.

التأثيرات النفسية والعصبية

بينما يشيع الاعتقاد بأن رائحة العود مهدئة، وجدت دراسة نُشرت في مجلة "علم الأعصاب السلوكي" أن التركيزات العالية من المركبات العطرية قد تسبب الصداع النصفي لدى 1 من كل 5 أشخاص. كما لاحظ الباحثون تغيرات في موجات الدماغ تشبه تلك التي تحدث عند التعرض لتلوث الهواء، مع انخفاض في القدرة على التركيز بنسبة 25% خلال ساعتين من الاستنشاق. من جهة أخرى، يحذر أطباء الأعصاب من أن الاستخدام الليلي للبخور بالقرب من غرف النوم قد يؤثر على جودة النوم. أظهرت مراقبة نشاط الدماغ خلال النوم أن الدخان يزيد من مراحل النوم الخفيف على حساب النوم العميق، مما قد يؤدي إلى إرهاق صباحي حتى مع النوم لساعات كافية.